كيف يمكن لتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز أن تغير من نمط حياتنا؟

23/03/2022 by علي سجواني

يعلم أي شخص منا لديه الشغف بالابتكار بأن تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز قادرة على تغيير قواعد اللعبة لسنوات طويلة، وفي بعض الحالات لعقود قادمة.

ومع ذلك، فإن قدرة تلك التقنيات على اقتحام حياتنا اليومية تبدو دائمًا وكأنها بعيدة المنال، مثل السراب في الأفق. قرأت الكثير من التعليقات التي تتطرق إلى أن التبني الواسع النطاق للواقع الافتراضي والواقع المعزز قد أصبح على بعد خطوةٍ واحدة فقط، ولكن مع تعارض التطورات التكنولوجية مع مصلحة المستهلك والاستثمار في صناعة التكنولوجيا، فأعتقد أننا قد نكون على وشك رؤية ازدهار ونمو كبير لهذه الصناعات الناشئة.

أنا لا أجزم هنا أن هذا الاتجاه قد ظهر فجأة، بل كان هناك انتشاراً كبيراً لتلك التقنيات خلال السنوات الأخيرة مدفوعًا في جزء كبير منه بزيادة تبني تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في مواجهة الجائحة.

وبالتالي، فإن الشركات التي بدت في السابق مترددة إلى حدٍّ ما في تبني الثورة الصناعية الرابعة، تعمل الآن على الاستفادة من هذه التقنيات وإدراجها ضمن خطط أعمالها على المديين القصير والمتوسط.

إذن، هل هذا يعني أن تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز باتت جاهزة ومهيأة لإحداث تغيير واضح في مختلف مفاصل حياتنا اليومية، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف سيحدث هذا التغيير؟

إطلاق عالم ميتافيرس الافتراضي

يعد عالم ميتافيرس، الذي ناقشته سابقاً، بيئةً مناسبة لمراقبة التغيير المحتمل الذي قد تحدثه تقنيات الواقعين الافتراضي والمعزز.

تتمثل رؤية مستخدمي ميتافيرس، وأنا من بينهم، في بناء عالم افتراضي غامر لا حدود له، يتيح للمستخدمين الرقميين التفاعل مع مختلف القطاعات والاتجاهات على نطاقٍ واسع بما في ذلك الترفيه والعلامات التجارية، والأهم من ذلك كله، هو التفاعل بين بعضهم البعض.

في ضوء ذلك، يشكك الكثير من الأشخاص في الإمكانات الكامنة لهذا العالم الجديد، ولهم الحق بذلك بشكلٍ أو بآخر. بشكلٍ عام، من الصعب أن تكون متحمساً لتقنيات جديدة تستند إلى حسابات وتفسيرات افتراضية.

وبالمثل، فإن استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز جنبًا إلى جنب مع عالم ميتافيرس يحتاج إلى تجربة من قبل ذوي الخبرة بشكلٍ مباشر كي يتم الوثوق بها واعتمادها بشكلٍ رسمي.

يجب أن نضع في اعتبارنا أيضاً قدرة هذه التقنيات على تحسين جودة حياتنا من خلال تبنيها على نطاقٍ واسع واستخدامها بالشكل الأمثل.

في هذا الصدد، علينا أن نضع في الاعتبار كيف يمكن أن يجلب عالم ميتافيرس المدعوم بتقنيات الواقعين الافتراضي والمعزز تجارب جديدة لشريحة أوسع من الناس، مما يسمح لأصحاب الهمم، على سبيل المثال، بالاستمتاع بالحياة بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

التطبيقات الآخذة في الانتشار والتوسع

سبب آخر يدعو للتفاؤل حيال الواقع الافتراضي والواقع المعزز، هو المشهد المتنامي باستمرار للمنصات التي تعمل بتوافقٍ كامل.

في هذا الإطار، تركز أحدث إصدارات شبكة الويب على اللامركزية وعدم حصر الخدمات الرئيسية بين شركات التكنولوجيا العملاقة مثل: ميتا وجوجل ومايكروسوفت وآبل وأمازون.

إن هذا التوجه لا يعني أن عمالقة التكنولوجيا سيصبحون من الأنواع المهددة بالانقراض، إن جاز التعبير، بل على العكس من ذلك، حيث أنهم منشغلون بالبحث عن الفرص المتعلقة باللامركزية، ومن المرجح أن يلعبون دوراً أكبر في هذا الجانب خلال العقد المقبل.

النقطة الأساسية في هذا الموضوع تتلخص في أن مستقبلنا الرقمي سيكون أكثر اجتماعية وأكثر تركيزاً على المستخدم. نحن جميعاً سنستفيد من هذا التحول، ومع استمرار الشركات الأصغر والأكثر مرونة في تطوير منصاتها الخاصة، فإننا سنرى بلا شك ظهور بيئات الواقع الافتراضي والواقع المعزز بشكلٍ واضح عبر شبكة الويب.

الرياضة والترفيه

يتفاعل الكثير منا بالفعل مع الواقع المعزز بشكل يومي من خلال استخدام ميزات هواتفنا الذكية لإضافة تأثيرات على الصور ومقاطع الفيديو عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هذا هو مجرد البداية فقط.

كما يعلم الكثير منكم، فقد تم طرح مجموعة من عروض الواقع الافتراضي والمعزز المتمحورة حول الألعاب الإلكترونية في الأسواق خلال السنوات الأخيرة، بدءاً من ألعاب بوكيمون وهاري بوتر إلى أجهزة الواقع الافتراضي مثل: “PS VR” و Oculus Quest””.

تعزيز التواصل في العالم

على الرغم من أنه لا شيء يتفوق تمامًا على الاجتماع الحضوري، إلا أن الواقع الافتراضي لديه القدرة على تعزيز التواصل بين الأفراد عبر قارات العالم، لذلك فمن السهل تصور المزايا المحتملة لاجتماعات العمل والأسرة والتواصل الاجتماعي.

هناك بالطبع فوائد غير مباشرة للاتصال الافتراضي، حيث يمكن أن تساعد الاجتماعات عن بُعد في توفير الوقت المستغرق للسفر فضلاً عن التكلفة المادية، حيث توفر الاتصالات عن بعد تفاعلاً نشطاً بين زملاء العمل وأفراد الأسرة والأصدقاء بغض النظر عن الموقع الجغرافي.

من ناحية أخرى، سيسمح الواقع المعزز بتغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى الكائنات غير الحية في العالم ناهيك عن كيفية تفاعلنا معها، وأتوقع من وجهة نظري الشخصية، اعتمادًا أكبر لهذه التكنولوجيا في مجال الإعلان والترفيه التجريبي وحتى قطاع الأغذية والمشروبات، على سبيل المثال.

متى يمكن لهذه التقنيات أن تغير من نمط حياتنا؟

ببساطة فإن تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز قادرة على تغيير مختلف مفاصل الحياة، وذلك من خلال تحسين واقعنا المادي وتقديم تجارب مفيدة تتيح لنا الاستفادة من الوقت الذي نقضيه على شبكة الإنترنت بشكلٍ أمثل. ويبقى السؤال الأهم، هل سنشهد هذا العام انتشاراً واسعاً لهذه التقنيات؟ وهل ستصبح تقنيات مألوفة ومتداولة بين الأشخاص؟ على الصعيد الشخصي، أنا متفائل للغاية بحدوث هذا الأمر، ولكن ربما سنحتاج إلى أن ننتظر سنة أخرى لنشهد هذا التحول.

Related عام

مشاهدة الكل

ما هي أبرز العوامل الرئيسية وراء الط ...

عام 17/09/2024 by علي سجواني

لقد تصدرت سوق العقارات في دبي عناوين الأخبار الرئيسية على مدار السنوات الثلاث الماضية بفضل مرونتها ونموها وشعب ...
اقرأ أكثر

هل سيعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستق ...

Home Banner 08/08/2024 by علي سجواني

إذا كنت أحد المتابعين المواظبين على قراءة مدوناتي، فلن تتفاجأ عندما تعلم أنني متحمس للغاية للتقدم الذي نشهده ف ...
اقرأ أكثر

ما هي أبرز العوامل التي تساهم في تشك ...

Home Banner 25/07/2024 by علي سجواني

لا شك أن أولئك الذين يتابعون حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي قد أدركوا أنني مولع بالسفر سواء إلى أحد أماكن ...
اقرأ أكثر