بدأت تظهر اتجاهات جديدة في عالم العقارات الفاخرة الذي يتطور باستمرار، حيث تلعب هذه الاتجاهات الجديدة دوراً حاسماً في تطوير القطاع، وأحد هذه الاتجاهات التي أتوقع أن تظل ذات صلة على المدى الطويل هو التخصيص.
ونظراً للمبالغ المالية التي تنطوي عليها المعاملات العقارية الفاخرة، وـمع قبول مبلغ 10 ملايين دولار على نطاق واسع كمستوى للدخول إلى هذا القطاع بالغ الفخامة فإن المشترين المحتملين يطالبون بمنازل فاخرة تعكس متطلباتهم وشخصياتهم وأساليب حياتهم المحددة، وفي نهاية المطاف سيكون عدد قليل من الأفراد من ذوي الثروات العالية سعداء بإنفاق عشرات الملايين من الدولارات على عقار ثم العثور على وحدة سكنية مماثلة مجاورة.
هذا ويبحث مشترو المنتجات الفاخرة عن أكثر من مجرد مكان للعيش فيه؛ بل إنهم يريدون مساكن فاخرة مصممة خصيصًا لتلبية جميع احتياجاتهم. وقد وصل الطلب على العقارات المصممة حسب الطلب إلى آفاق جديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي على وجه الخصوص، ولا أرى أي علامة أو أي إشارة ملموسة على تراجع هذا الاتجاه.
إذًا، ما هي أبرز العوامل التي تدفع إلى التخصيص في قطاع العقارات الفاخرة؟
تحسين تجارب العملاء:
بالإضافة إلى الخصائص المادية التي يتم تطويرها في قطاع المنتجات الفاخرة، فإن الحاجة إلى التخصيص تؤثر أيضًا على عملية شراء المنازل على نطاق أوسع. وكما هو الحال في القطاعات المتميزة الأخرى مثل تجارة التجزئة والسيارات والسفر وغيرها، إذ يجب على أي مطور عقاري فاخر أن يوفر للعملاء فرصًا لتصميم تجاربهم المعيشية الخاصة طوال عملية شراء العقارات.
من المهم أيضًا أن تتذكر أن التخصيص لا يقتصر فقط على وضع الرفوف أو طلاء الجدران بلون مختلف، بل إنه ينطوي على تحسين المنزل بما يتوافق مع نمط حياة المشتري، مما يجعله فعالاً وممتعًا وفريدًا من نوعه، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك من قطاع العقارات الفاخرة أبرزها: تركيب صالات رياضية خاصة ودور سينما. ومع ذلك، تختلف أولويات كل شخص، وهذا هو السبب في أن نطاق التخصيصات المحتملة متنوع مثل قاعدة العملاء نفسها.
وباعتباري المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة آمالي العقارية، فقد جعلت من مهمتي تطوير فيلات فاخرة للغاية وحصرية توفر حياة أشبه بحياة المنتجعات الفاخرة، حيث يلتزم فريقنا بصياغة تجربة للعملاء بحيث تشبه نمط حياة العطلات الدائمة، ولكننا ندرك أيضًا أن فكرة العطلة المثالية تختلف من شخص لآخر. وعلى هذا النحو، فإننا نعمل بلا كلل لتسليم المنازل المبنية وفقًا للاحتياجات المحددة لعملائنا.
إضافة قيمة للاستثمارات:
عندما يتعلق الأمر بتقييم العقارات، يمكن أن يكون التخصيص سلاحًا ذو حدين. فمن ناحية، كلما زاد التخصيص الذي يتم قبل تسليم المفاتيح، كلما زادت التكلفة النهائية على الأرجح. ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأمثلة البارزة للعقارات التي تم تعديلها لتناسب المتطلبات المحددة للغاية لأصحابها من الأثرياء، والتي وجدت صعوبة كبيرة في العثور على جمهور لإعادة البيع نتيجة لذلك.
وبرأيي الشخصي فإن الغالبية العظمى من الحالات، يمكن للتخصيص أن يجعل العقار أكثر قابلية للبيع إذا تم التعامل معه مع أخذ المستقبل في الاعتبار. فهذا هو المكان الذي يكون فيه من المفيد الشراكة مع مطور عقاري ذي خبرة وحسن السمعة؛ وشخص يمكنه تقديم المشورة بشأن كيفية تنفيذ التعديلات بطريقة تساعد على إعادة البيع بدلاً من إعاقتها.
ومن المهم أيضًا العمل مع محترفين يقدرون الحاجة إلى أصول مستقبلية. فعلى سبيل المثال، من المرجح أن تجذب العقارات الفاخرة التي تتضمن ابتكارات متكاملة بسلاسة المشترين المحتملين، ويمكن للميزات المضافة مثل أنظمة الأمان المخصصة والإضاءة الذكية أن تزيد بشكل كبير من قيمة إعادة بيع المنزل. وفي الوقت نفسه، تعد التكنولوجيا واحدة من أسرع القطاعات تطورًا على هذا الكوكب، لذلك من المفيد معرفة كيفية دمج التحديثات بطريقة غير مزعجة وفعالة من حيث التكلفة.
تحقيق الاستدامة:
في السنوات الأخيرة، أصبحت الاستدامة أكثر انتشارًا في حياتنا جميعًا، وهذا أمر صحيح، حيث واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص فرض وتحفيز الممارسات المسؤولة بيئياً عبر مجموعة كاملة من الصناعات وقطاع العقارات الفاخرة ليست استثناءً عن ذلك.
يعد التخصيص اتجاهًا مفيدًا للغاية عندما يتعلق الأمر بالاستدامة، حيث يمكّن مشتري العقارات من دمج ميزات صديقة للبيئة مثل الألواح الشمسية، ومراقبة درجة الحرارة عن بعد، وأنظمة المياه الفعالة في منازلهم.
في الواقع، أعتقد أن تخصيص العقارات في قطاع العقارات الفاخرة يسير جنبًا إلى جنب مع الاستدامة طويلة المدى. غالبًا ما يكون أصحاب الثروات هم أول من يتبنون الابتكارات المستدامة، وذلك بفضل استعدادهم للاستثمار في المفاهيم الوليدة التي لديها القدرة على تقليل تأثيرها البيئي. وفي المقابل، يتم اختبار العديد من هذه التقنيات وتحسينها وتوسيع نطاقها قبل أن تشق طريقها إلى السوق الشامل بمجرد انخفاض التكاليف المالية المرتبطة بها.
التطلع قدماً نحو الأمام:
مع استمرار تطور سوق العقارات الفاخرة، يظل التخصيص اتجاهًا بارزًا يشكل مستقبل الصناعة.، حيث يسمح التخصيص لأصحاب المنازل بإنشاء مساحات تعكس شخصياتهم واهتماماتهم وتلبيها بشكل كامل، بالإضافة إلى تعزيز الكفاءة وزيادة رأس المال وتجربة العميل.
أي شركة عقارية تفشل في تمكين عملائها بالقدرة على تخصيص ممتلكاتهم لا يحق لها أن تطلق على نفسها لقب مطور عقاري فاخر. علاوة على ذلك، فإن تلك الشركات التي تركز فقط على الميزات المادية، بدلاً من اعتماد رؤية أكثر شمولية للعقارات المخصصة التي تشمل عوامل مثل وسائل الراحة وأسلوب الحياة، من غير المرجح أن تنجح في سوق شديدة التنافسية مثل دبي. وهناك القليل من الأمور المؤكدة عندما يتعلق الأمر بعالم العقارات، ولكن هناك شيء واحد أرغب في المراهنة عليه وهو أن الطلب على العقارات الشخصية في قطاع العقارات الفاخرة موجود ليبقى ويستمر.