مستقبل المنتجعات الفاخرة: ماذا يفضل المسافرون الشباب؟

21/05/2024 by علي سجواني

عندما يتعلق الأمر بالعطلات، فلدينا جميعًا أولويات ومخططات مختلفة بما يتعلق في اختيار الموقع ووسائل الراحة والترفيه إلى المأكولات المحلية والطقس الملائم، إذ لدى كل واحد منا مجموعة محددة من المعايير التي يضعها في الاعتبار عند حجز عطلتنا المثالية.

وفي الوقت نفسه، تولي صناعة الضيافة العالمية اهتمامًا كبيراً لاتجاهات السوق الأوسع من حيث ما يبحث عنه الضيوف في كل قطاع، وأهم هذه التحولات التي أثبتت أنها مثيرة للاهتمام بشكل خاص خلال السنوات الأخيرة هو العدد المتزايد من المسافرين من جيل الألفية والجيل زد الذين يزورون المنتجعات الفاخرة. بالطبع، لمجرد أن الأعداد المتزايدة من المسافرين من جيل الألفية والجيل زد يشرعون في إجازات أكثر تكلفة، فهذا لا يعني أنهم يبحثون عن نفس التجربة التي يتمتع بها مستهلكو الجيل إكس وجيل الطفرة.

وقد قررت استكشاف ما يبحث عنه المسافرون الشباب وكيف تعيد تفضيلاتهم تشكيل قطاع السياحة الفاخرة في الصناعة تزامناً مع اجتماع نخبة من أبرز متخصصي السفر والسياحة من جميع أنحاء العالم في نسخة هذا العام من معرض سوق السفر العربي.

تزايد الاهتمام بالرفاهية:

كما يوحي اسمها، تجمع “المتعة” بين عناصر سياحة الأعمال والسياحة الترفيهية، حيث تُظهر التركيبة السكانية الأصغر سنًا على وجه الخصوص رغبة أكبر في المزج بين العمل والسفر، والاستمتاع بالراحة والاسترخاء الذي توفره المنتجعات الفاخرة دون التخلف عن التزاماتهم المهنية.

وفقًا لبحث أجرته شركة سيبر (Cebr) نيابة عن شركة إيدن (Edyn)، أشار أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع من جيل الألفية والجيل زد (51%) إلى مرافق العمل عن بعد باعتبارها أحد العوامل المهمة عند اختيار الإقامة في الخارج، لذا فإن المرونة الأكبر فيما يتعلق بوقت قضاء إجازاتهم، إلى جانب القدرة على العمل عن بعد، تمكن الضيوف “الترفيهيين” من الاستفادة من الرسوم المنخفضة.

في الواقع، تعمل العديد من المنتجعات الفاخرة على تكييف عروضها لتناسب أنماط الحياة المرنة والمختلطة للمسافرين الأصغر سنًا والمتمرسين في استخدام التكنولوجيا الرقمية، مع استكمال وسائل الراحة الحالية لتسهيل الأفراد الذين يرغبون في العمل أثناء إقامتهم. وفي المقابل، تنجح هذه الوجهات في تعزيز الإشغال خلال مواسم السفر التقليدية خارج أوقات الذروة.

السفر الفردي:

في حين أنه من الصحيح أن أعدادًا أكبر من المستهلكين من جيل الألفية والجيل زد قد بدأوا تكوين عائلات، إلا أن العديد من المستهلكين الآخرين يبحثون عن تجارب السفر الفردي، ووفقًا للبيانات التي نشرتها شركة Condor Ferries، يقول 58% من جيل الألفية أنهم سيذهبون في إجازة بمفردهم، و26% قد قاموا بذلك بالفعل.

أنا شخصياً لا أجد هذا الاتجاه مفاجئاً، إذ يمكن أن تكون العطلة مع العائلة والأصدقاء ممتعة للغاية، لكن السفر الفردي يتيح للأشخاص تحدي حدودهم الشخصية والشروع في مغامرات دون الحاجة إلى مراعاة احتياجات الآخرين. وبالنظر إلى المواقف المتغيرة تجاه الصحة العقلية والرفاهية بين التركيبة السكانية الأصغر سنا، أستطيع أن أفهم لماذا قد يرى البعض الرحلات الفردية بمثابة فرصة مثالية لتصفية عقولهم والتخلص من التوتر ومعرفة المزيد عن أنفسهم.

إعطاء الانطباع الصحيح:

يختار العديد من المسافرين الشباب الآن وجهات العطلات الممتعة من الناحية الجمالية، خصيصًا لغرض تحميل الصور ومقاطع الفيديو على منصات ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، حيث يشير 48% من الأشخاص إلى أن تطبيق انستجرام هو عامل مؤثر حالياً عند اختيار وجهة لقضاء عطلتهم القادمة.

ظاهريًا، قد تبدو “إمكانية استخدام تطبيق انستجرام سببًا سطحيًا لزيارة إحدى الوجهات، لكنني أعتقد أن هذا الاتجاه يعكس متطلبًا أوسع بين المسافرين الأصغر سنًا، أي إعطاء الأولوية للعطلات التجريبية.

 ويتطلع المسافرون من جيل الألفية والجيل زد إلى تجربة المناظر الطبيعية المميزة والهندسة المعمارية الاستثنائية وأماكن الإقامة الفريدة من نوعها لأنهم يريدون الاستمتاع بالوجهات الفاخرة حقًا مع إعلام الآخرين بما هو معروض.

كما قد تتخيل، فإن الرغبة الواسعة النطاق في الحصول على مواقع مميزة لالتقاط صور مناسبة لتطبيق انستجرام لها تأثير واضح على صناعة الضيافة الفاخرة، حيث تعمل المنتجعات الفاخرة على خلق المزيد من الفرص للضيوف لالتقاط الصور في ردهاتهم وغرفهم أو حتى أثناء تناول الطعام.

 ومن وجهة نظري الشخصية، فإن الشعبية المتزايدة للمواقع الخلابة تعمل على رفع المعايير ضمن قطاع المنتجعات الفاخرة، مما يفتح فرصًا جديدة ومثيرة للسفر التجريبي، حيث يوفر هذا الاتجاه أيضًا تسويقًا مجانيًا للعديد من الوجهات، لذا فهو حقًا سيكون مربح للجانبين.

التركيز على الأصالة:

يبحث العديد من المستهلكين من جيل الألفية والجيل زد عن منتجعات فاخرة، لذا يفضل المسافرون الشباب القيام بتجارب مميزة توفر فرصًا للانغماس في ثقافة وتراث المجتمعات التي يزورونها.

وفقًا لبحث شركة Condor Ferries المذكورة أعلاه، فإن 86% من جيل الألفية يسافرون من أجل الإثراء الثقافي، ويتجنبون مناطق الجذب السياحي. علاوة على ذلك، فإن أكثر من نصف المشاركين (60%) يصنفون الثقافة الأصيلة كجزء أساسي من عطلتهم، لذلك فليس من المستغرب أن نرى المنتجعات الفاخرة تبذل قصارى جهدها لضمان حصول الضيوف على تجارب أصيلة ابتداءً من الديكور التقليدي والمأكولات التقليدية إلى جولات التراث المحلي والبرامج التعليمية، حيث يركز مقدمو خدمات الضيافة الفاخرة اليوم على الإثراء بقدر ما يركزون على البذخ.

خيارات السفر المسؤولة:

لعب المسافرون الشباب دورًا فعالًا في وضع الاستدامة على رأس أجندة الضيافة الفاخرة. في حين أن هذه مشكلة تمتد عبر الأجيال، حيث يولي الأشخاص من جميع الأعمار أهمية كبيرة للمسؤولية البيئية والاجتماعية، فإن العديد من جيل الألفية وأفراد الجيل زد يتطلعون إلى تقليل آثار الكربون الخاصة بهم والشروع في إجازات تساهم بشكل إيجابي في المجتمعات المحلية.

ومن حيث التركيبة السكانية، فإن المستهلكين الأصغر سناً يقودون حملة السفر المستدام. ووفقًا لدراسة أجرتها شركة إكسبيديا جروب، يرغب 56% من المشاركين في الجيل زد في الحصول على أماكن إقامة مستدامة وصديقة للبيئة، وتقول نسبة مماثلة (54%) إنهم على استعداد لدفع المزيد مقابل الخيارات المستدامة، وتطالب الأجيال الشابة أيضًا بمزيد من الأنشطة السياحية الأخلاقية، مثل تلك التي تفيد الشركات المحلية وجهود الحفاظ على البيئة.

وباعتباري مديراً عاماً للعمليات والتكنولوجيا في شركة داماك العقارية، فأنا أبحث باستمرار عن الاتجاهات الناشئة في قطاع الضيافة الفاخرة، ومن خلال محفظتنا التي تشمل منتجعات فاخرة مثل أبراج داماك من باراماونت للفنادق والمنتجعات وفندق باراماونت ميدتاون في الإمارات العربية المتحدة، ناهيك عن منتجع ماندارين أورينتال بوليدهوفارو ريف المرتقب في جزر المالديف، يبذل فريقنا جهودًا جبارة لتلبية احتياجات ومتطلبات المسافرين العصريين.

إنه لأمر رائع أن نرى المستهلكين من جيل الألفية والجيل زد لهم تأثير إيجابي على قطاع المنتجعات الفاخرة، مما يساعد على رفع المعايير في جميع المجالات، لذا فإنني أتطلع بشغف إلى رؤية كيف يواصل المسافرون الشباب إعادة تشكيل هذه الصناعة في السنوات القادمة.

Related Home Banner

مشاهدة الكل

ما هي أبرز العوامل التي تساهم في تشك ...

Home Banner 25/07/2024 by علي سجواني

لا شك أن أولئك الذين يتابعون حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي قد أدركوا أنني مولع بالسفر سواء إلى أحد أماكن ...
اقرأ أكثر

لماذا يعد التخصيص هو مستقبل تطوير ال ...

Home Banner 19/07/2024 by علي سجواني

بدأت تظهر اتجاهات جديدة في عالم العقارات الفاخرة الذي يتطور باستمرار، حيث تلعب هذه الاتجاهات الجديدة دوراً حاس ...
اقرأ أكثر

ما هي أبرز العوامل اللازمة لخلق تجرب ...

Home Banner 22/04/2024 by علي سجواني

في عالم تتبع فيه الفخامة في كثير من الأحيان نموذجًا مشابهًا، قد يصبح من الصعب تمييز العروض المتميزة عن غيرها، ...
اقرأ أكثر