ماهي أبرز أسباب ارتفاع الطلب على العقارات الفاخرة المستدامة في دولة الإمارات؟

04/07/2023 by علي سجواني

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من هذا العام عن تسمية عام 2023 “عام الاستدامة”، حيث ستتوجه أنظار العالم بأسره إلى دبي في وقت لاحق من العام الجاري حين تستضيف مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 28).

لقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على العقارات الفاخرة المستدامة خلال السنوات الأخيرة تزامناً مع استمرار نمو الطلب على خيارات المعيشة الصديقة للبيئة والمسؤولة اجتماعياً مدفوعاً بالعديد من العوامل التي أعادت تشكيل المشهد العقاري في البلاد، والتي سأذكر أهمها تباعاً فيمايلي:

أولاً، ركزت الحكومة بشكل كبير على الاستدامة والمبادرات الخضراء بهدف الحد من البصمة الكربونية للبلاد وتعزيز التنمية المستدامة، حيث قامت بإطلاق العديد من المبادرات واللوائح والمعايير الجديدة لتشجيع تشييد المباني المستدامة الصديقة للبيئة، وهذا ما دفع المطورين العقاريين بدوره إلى دمج الممارسات والتقنيات المستدامة في مشاريع العقارات الفاخرة.

ثانياً، أصبح هناك وعي متزايد من قبل المستهلكين والمستثمرين بأهمية المعيشة المستدامة، حيث بات يبحث مشترو المنازل الفاخرة في الإمارات العربية المتحدة بشكل متزايد عن مساكن تتوافق مع قيمهم البيئية دون المساومة على الراحة والرفاهية، كما أصبح يستجيب المطورون العقاريون لهذا الطلب من خلال دمج الميزات المستدامة في مشاريعهم مثل: الأنظمة الموفرة للطاقة والألواح الشمسية وتقنيات توفير المياه والمواد الصديقة للبيئة.

النقطة الأهم التي يجب ملاحظتها هي أن العقارات الفاخرة المستدامة توفر كثيراً في التكاليف على المدى الطويل، في حين أن هذه الخصائص قد يكون لها سعر مبدئي أعلى، إلا أنها بذات الوقت مصممة لتكون موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، مما يؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة وانخفاض فواتير الخدمات بمرور الوقت.

يمكن لمستثمري العقارات الذين يتمتعون بعقلية مستدامة الاستفادة أيضًا من الحوافز الحكومية والشهادات المرتبطة بالمباني المستدامة، مما يعزز بدوره الجاذبية المالية لهذه العقارات.

تقدم حكومة الإمارات العديد من البرامج والمبادرات التي تعزز ممارسات البناء والتشغيل الصديقة للبيئة، كما يعمل مجلس الإمارات للأبنية الخضراء على تعزيز ممارسات أكثر استدامة في هذا القطاع منذ عام 2006.

يمكن للمستثمرين الوصول إلى مزايا عديدة مثل: انخفاض تكاليف المرافق والحوافز الضريبية وزيادة قيمة الممتلكات من خلال الاستثمار في العقارات المستدامة.

يوفر وجود كلاً من: نظام شهادات LEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي) وهي نظام شهادات للمباني الخضراء مقبول دوليًا صممه مجلس المباني الخضراء الأمريكي، وأنظمة التقييم بدرجات اللؤلؤ Estidama التي تتألف من سبع مجموعات أساسية لعملية التطوير المستدام، ونظام تصنيف المباني الخضراء التابع لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، الاعتراف والتحقق من صحة التطورات المستدامة من جهة وجذب المستأجرين والمشترين المهتمين بالبيئة من جهة أخرى.

إن تبني مفهوم الاستدامة لا يساهم في تحقيق الأهداف البيئية لدولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل يعزز أيضًا الجاذبية المالية والقدرة على البقاء على المدى الطويل لهذه العقارات.

يعد إعلان شركة داماك مؤخراً عن إطلاق مشروعها الفاخر في جزر المالديف (منتجع ماندرين أورينتال بوليدهوفارو ريف)، كمثال حي وبارز على التنمية المستدامة، حيث من المقرر افتتاح المنتجع الفاخر الذي تبلغ مساحته 34 هكتارًا في عام 2025، ويتألف من 130 فيلا منفصلة، 64 منها فوق الماء و66 فيلا مطلة على شاطئ البحر، بما في ذلك 10 شقق ذات علامات تجارية عالمية.

تعمل داماك العقارية مع العديد من الاستشاريين الدوليين لضمان اتباع أفضل ممارسات الاستدامة في جميع المراحل، حيث سيستخدم المشروع الجديد الفريد من نوعه والذي تديره ماندرين أورينتال، الطاقة الشمسية وتجميع مياه الأمطار والمياه الرمادية وحلول التصميم السلبي وسماد النفايات ومواصفات التصميم المسؤولة.

كما انضمت شركة داماك أيضًا في العام الماضي إلى مبادرة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، وهي منصة تطوعية لتطوير وتنفيذ والكشف عن ممارسات الأعمال المسؤولة واتخاذ الإجراءات التي تعزز الأهداف المجتمعية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

غالبًا ما تعطي التطورات العقارية الفاخرة المستدامة الأولوية للمساحات الخضراء والمناظر الطبيعية، حيث يتمتع السكان الآن بالحدائق المورقة وحدائق الأسطح والساحات الخضراء، مما يعزز بيئة أكثر صحة وطبيعية أكثر من أي وقت مضى، إذ لا تعزز هذه المساحات الخضراء جماليات العقارات فحسب، بل تساهم أيضًا في تحسين جودة الهواء والتنوع البيولوجي والرفاهية العامة.

يعود ازدهار سوق العقارات الفاخرة المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الرغبة في خلق إرث مستدام للأجيال القادمة، حيث يركز المطورون العقاريون بشكل متزايد على ممارسات البناء الصديقة للبيئة مثل استخدام المواد المعاد تدويرها، والحد من النفايات، وتنفيذ أساليب البناء المستدامة، إذ تهدف هذه الممارسات إلى تقليل التأثير البيئي لأنشطة البناء وتعزيز الحفاظ على الموارد.

 يساهم المطورون العقاريون في دولة الإمارات العربية المتحدة في التنمية المستدامة من خلال إعطاء الأولوية للممارسات الصديقة للبيئة وتعزيز الإشراف البيئي وإنشاء المباني التي تتوافق مع معايير الاستدامة العالمية، بينما تسمح تقنيات المنزل الذكي للمقيمين في الوقت نفسه بمراقبة استخدام الطاقة والتحكم فيه، مما يعزز في تبني مفهوم الاستدامة.

تتيح البيانات والرؤى في الوقت الفعلي حول استهلاك الطاقة لأصحاب المنازل تحديد أوجه القصور واتخاذ قرارات صائبة لتقليل الهدر، حيث يمكن لمالكي العقارات الفاخرة الآن من خلال الأجهزة الذكية والأنظمة المتكاملة من إدارة الإضاءة والتدفئة والتبريد والأجهزة الأخرى عن بُعد، وتحسين استخدام الطاقة وتقليل الاستهلاك غير الضروري.

من المؤكد أن ازدهار سوق العقارات الفاخرة المستدامة في الإمارات العربية المتحدة هو استجابة للطلب المتزايد على خيارات المعيشة الصديقة للبيئة، حيث يؤدي الجمع بين المبادرات الحكومية وتوعية المستهلك وتوفير التكاليف على المدى الطويل والرغبة في خلق مستقبل مستدام إلى تحويل المشهد العقاري تدريجياً، مما يؤدي إلى دمج الممارسات والتقنيات المستدامة في العقارات الفاخرة في جميع أنحاء البلاد.

Related Home Banner

مشاهدة الكل

ما هي أبرز العوامل اللازمة لخلق تجرب ...

Home Banner 22/04/2024 by علي سجواني

في عالم تتبع فيه الفخامة في كثير من الأحيان نموذجًا مشابهًا، قد يصبح من الصعب تمييز العروض المتميزة عن غيرها، ...
اقرأ أكثر

ما هي أبرز الاتجاهات الجديدة المتوقع ...

Home Banner 22/03/2024 by علي سجواني

لطالما تحدثت في العديد من المناسبات السابقة عن شغفي الكبير بعالم العقارات، حيث شجعني والدي أنا وإخوتي على تطوي ...
اقرأ أكثر

Amali Island in Dubai

لماذا يتجه مشترو المنازل الفاخرة أكث ...

Home Banner 15/02/2024 by علي سجواني

من الطبيعي لأي شخص يعرف ولو القليل من المعلومات عن طبيعة الحياة في دولة الإمارات أن المشاريع السكنية الموجودة ...
اقرأ أكثر