الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار يجعل دولة الإمارات في وضع مثالي لقيادة العالم في تكامل الذكاء الاصطناعي

26/06/2023 by علي سجواني

أنا بغاية الفخر والانبهار بالقيادة القوية لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع التكنولوجيا، فمنذ الأيام الأولى لاستكشاف النفط والغاز إلى سيارات الأجرة ذاتية القيادة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وزراعة المحاصيل في الصحراء والهايبرلوب والبذر السحابي (الاستمطار)، فهناك دوماً مساحة مخصصة من قبل الصحافة العالمية يتم تسليط الضوء من خلالها على قيام دولة الإمارات بقفزة تكنولوجية جريئة أخرى.

وباعتبار دولتنا هي دولة صغيرة وغنية بمواردها، فليس من المستغرب أننا قمنا باتخاذ بعض الخطوات الطموحة نحو جعل دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة رقمية في المقام الأول كونها تضم سكان مقيمين شباب طامحين وبارعين بمجال التكنولوجيا وحريصين على احتضان وتبني أحدث التقنيات.

يعد الابتكار والتكنولوجيا هي السمة السائدة في دولة الإمارات والأمثلة كثيرة عليها ابتداءً من العجائب التكنولوجية لبرج خليفة ومروراً بمشروع الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ، فلا عجب أن لدينا سكانًا لا يعرفون المستحيل ويعتقدون أن أي شيء ممكن حدوثه هنا.

وفي ظل هذه الخلفية، فليس من المستغرب أيضًا أن نكتشف أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد عينت معالي عمر سلطان العلماء وزيراً للدولة للذكاء الاصطناعي عام 2017، ليصبح أول وزير للذكاء الاصطناعي حول العالم وهي ما تعد برأيي الشخصي كأروع وظيفة في العالم.

أطلقت دولة الإمارات استراتيجية للذكاء الاصطناعي في عام 2017، التي ترسم الطريق لتصبح واحدة من الدول الرائدة في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، حيث تهدف الاستراتيجية إلى خلق فرص اقتصادية وتعليمية واجتماعية جديدة للمواطنين والحكومات والشركات على حد سواء مما يؤدي إلى تحقيق نمو اقتصادي إضافي يصل إلى 335 مليار درهم إماراتي في هذه العملية، كما تحدد الاستراتيجية أيضاً كيفية دمج الذكاء الاصطناعي عبر العديد من القطاعات بما في ذلك كلاً من: الرعاية الصحية والنقل والتعليم والمدن الذكية.

برأيي الشخصي، فإن ما يجعل هذه الاستراتيجية بارزة ومميزة هو قدرة الحكومة على الجمع بين رؤية قوية والمشاركة الفعالة النشطة من حيث الاستثمار والتشريعات وأسس الاختبار لدفع عجلة الابتكار التكنولوجي، حيث تضع حكومتنا الخطط وتعمل على أساسها، فلقد قرأت مؤخرًا أن الإمارات العربية المتحدة “ستبني اقتصادًا خاصاً بالذكاء الاصطناعي لتكون سباقة بذلك عن بقية البلدان حول العالم”.

لا توجد مفارقة في أن جزءًا كبيرًا من بناء اقتصاد الذكاء الاصطناعي سيعتمد على بعض أفضل العقول البشرية، حيث تمتلك الإمارات العربية المتحدة جامعة مخصصة للذكاء الاصطناعي، وهي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والتي تعد جامعة بحثية للدراسات العليا مكرسة “للنهوض بالذكاء الاصطناعي كقوة عالمية للإنسانية”، حيث تستهدف جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تعليم وتطوير أفضل المواهب وتعزيز نظام إيكولوجي للابتكار والعمل كمركز تفكير إستراتيجي للقطاعين العام والخاص.

يوفر انفتاح دولة الإمارات على التجارب وتجريب التقنيات الجديدة أرضًا خصبة لتطوير الذكاء الاصطناعي، حيث تتيح عدة مبادرات مثل مسرعات دبي للمستقبل ومختبر الذكاء الاصطناعي التابع لمكتب دبي الذكية، للشركات من اختبار حلول الذكاء الاصطناعي وتحسينها ضمن ظروف العالم الحقيقي.

تهدف مسرعات دبي للمستقبل سبيل المثال، التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل، إلى تسريع الابتكار والتعاون بين الهيئات الحكومية وشركات التكنولوجيا، وهي تجمع بين الشركات الناشئة المختارة والنطاق مع المنظمات الحكومية للعمل على تحديات ومشاريع محددة، حيث يوفر البرنامج الفرصة لتطوير وتقييم الحلول المبتكرة والتعاون بشكل وثيق مع الشركاء الحكوميين.

تتمتع دولة الإمارات بالفعل ببنية تحتية رقمية قوية مع اتصال إنترنت عالي السرعة وشبكات اتصالات متطورة، حيث سيساعد هذا الأساس القوي في تمكين التكامل السلس ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي.

بالطبع فإن التنظيم يعتبر أمرًا أساسيًا لتحقيق النجاح، ولدينا بالفعل لوائح وسياسات داعمة لتعزيز الابتكار وجذب الاستثمارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث تخلق مبادرات مثل مؤسسة دبي للمستقبل ومبادرة دبي للبيانات بيئة مثالية لتكامل الذكاء الاصطناعي، وتمكين مشاركة البيانات والتعاون بين القطاعين العام والخاص.

تشجع دولة الإمارات العربية المتحدة دوماً التعاون بين الحكومة والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، حيث تسهل الشراكات مع الشركات والمؤسسات التقنية الرائدة في جميع أنحاء العالم تبادل المعرفة والبحث وتنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي المتطورة.

في قلب هذه التكنولوجيا المذهلة يكمن مفهوم إنساني للغاية، وهو أننا نحتاج إلى توظيف أفضل العقول للعمل معًا والتعاون في الشراكات واكتشاف طرق جديدة ومبتكرة للعمل معًا من خلال المختبرات والحاضنات وورش العمل من أجل إنجاح الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي.

دولة الإمارات العربية المتحدة في وضع مثالي الآن للاستفادة الكاملة من ثورة الذكاء الاصطناعي، ولا يسعني الانتظار أكثر لأرى ما هو التالي.

Related المدونات

مشاهدة الكل

لماذا تُعتبر التوائم الرقمية مستقبل ...

Home Banner 15/04/2025 by علي سجواني

أنا من أشدّ المؤيدين لتقنية التوأم الرقمي، ولطالما كنتُ كذلك لسنوات عديدة إذ يعمل الابتكار في هذا المجال على إ ...
اقرأ أكثر

لماذا تستقطب العقارات في إمارة رأس ا ...

Home Banner 20/03/2025 by علي سجواني

تستحق إمارة دبي الإشادة باعتبارها العلامة الفارقة في نجاح قطاع العقارات بدولة الإمارات، حيث يعد عام 2025 بمزيد ...
اقرأ أكثر

لماذا تشكل مراكز البيانات أهمية بالغ ...

Home Banner 10/03/2025 by علي سجواني

عندما تم إطلاق تطبيق تشات جي بي تي في شهر نوفمبر 2022، كان معظم المهتمين بالذكاء الاصطناعي التوليدي يظنون أننا ...
اقرأ أكثر