أسباب ازدهار الشركات الناشئة في دولة الإمارات

26/09/2022 by علي سجواني

كما أشرت في وقتٍ سابق، تعد دولة الإمارات العربية المتحدة بيئةً مثالية لرواد الأعمال المتعطشين للنجاح والذين هم على استعداد لتحمل المخاطر في بيئة خالية من المخاطر، أولئك المستعدين لبذل جهود مضاعفة لمواجهة التحديات الناجمة عن إطلاق مشروعهم الجديد، لاسيما في السنة الأولى من التأسيس التي تعد الأصعب على الإطلاق عند الشروع في تأسيس أي شركة جديدة أو البدء بمشروع تجاري.

ولكن بغض النظر عن الفوائد التي تمت مناقشتها سابقاً حول تأسيس شركة جديدة في دولة الإمارات وما توفره من مناخ استثماري مثالي، أود هنا التعمق أكثر من خلال شرح المزايا والفوائد الإضافية لتأسيس الأعمال في مركزٍ عالمي للأعمال مثل دولة الإمارات.

تعد دولة الإمارات مكاناً مثالياً لتأسيس عمل تجاري، وذلك بفضل عدة عوامل أبرزها: بنيتها التحتية المتطورة والدعم الحكومي الكبير وازدهار القطاع الخاص بشكلٍ عام والاستقرار الاقتصادي، وبالطبع النظام الضريبي التنافسي والمحفز للأعمال. إن هذه العوامل مجتمعةً، تجذب المزيد من الشركات الأجنبية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لتشكل نقطة انطلاقة لأعمالها، لاسيما بعد التعامل الناجح والاستثنائي للدولة مع جائحة كورونا، فضلاً عن تحديث القوانين بشكلٍ مستمر، بما في ذلك الخطوة السباقة التي اتخذتها مع بداية العام الحالي نحو التحول إلى أسبوع عمل مدته أربعة أيام.

لدى العديد من الدول الآن سياسات مناهضة للهجرة، لكن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لطالما كانت المكان المثالي للترحيب بالجميع والتعايش والتسامح، واصلت نهجها المنفتح نحو استقطاب المزيد من المستثمرين والمواهب والكفاءات، من خلال إطلاق مجموعة جديدة من تأشيرات الإقامة الخاصة بالعمل والدراسة والتقاعد، والتي من شأنها أن تعزز من مكانة الدولة على مختلف الأصعدة، لاسيما في قطاع الأعمال.  

تشمل أنواع التأشيرات الحالية تأشيرات العمل للشركات التي تصل مدتها إلى ثلاث سنوات، وتأشيرات المستثمر أو الشريك وتأشيرات استثمار الشركة وتأشيرة الاستثمار أو الشراكة لمدة عشر سنوات وتأشيرات ملكية العقارات والتأشيرة الذهبية الصادرة للمستثمرين أو أولئك الذين حققوا إنجازات استثنائية في مجال عملهم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي أعقاب النجاح الباهر لمعرض إكسبو دبي 2020، يتم الآن تحويل المنطقة التي استضافت فعاليات المعرض إلى منطقة تجارية وثقافية وسكنية رائدة ومدينة مستقبلية داخل مدينة، حيث تكتسب الشركات الناشئة مجموعة كبيرة من المزايا، بدءاً من الإعفاء من الإيجار وصولاً إلى تقديم تسهيلات على مستوى التأشيرات ومروراً بالإعفاءات الضريبية.

وقد أعلنت دستركت 2020 عن تقديم الدعم للمشاريع الناشئة في المنطقة من خلال برنامجها العالمي لريادة الأعمال «سكيل 2 دبي»، الذي يهدف إلى جذب المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة، وفي مقدمتها المشاريع والشركات التي ما زالت في مرحلة التمويل الاستثماري الأولى أو مرحلة التأسيس، والتي تتوافق مع القطاعات التي تركز عليها «دستركت 2020».

سيمكن برنامج ريادة الأعمال العالمي هذا الشركات الناشئة والشركات الصغيرة من التوسع والوصول إلى أسواق جديدة، ومن خلال ميزات الإيجار المجاني وتأشيرة الدخول لمدة عامين، فإن الشركات مدعوة للمساعدة في جعل إرث إكسبو 2020 إرثًا نابضًا بالحياة قائم على الابتكار والتعاون العالمي.

كما ستعمل دستركت 2020 أيضًا على تسهيل الوصول إلى برامج التسريع وفرص التمويل والمواهب، مدعومةً بأحدث بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات.

هناك عدد قليل من الأماكن في العالم حيث يعيش الكثير من الناس من جنسيات مختلفة معًا بتناغم وانسجام فريد من نوعه، وبالتأكيد دولة الإمارات هي من أبرز هذه الأماكن. إذ يتيح التنوع الثقافي والسكاني الذي تتمتع به الدولة، اختبار المنتجات والخدمات الجديدة بكل شفافية، وهو ما يعد حافزاً إضافياً للكثير من رواد الأعمال لإطلاق شركاتهم والبدء بمشاريعهم في دولة الإمارات.

ووفقاً لموقع “بي بي سي ترافيل”، يعيش في دبي وحدها أكثر من 200 جنسية، مما يجعلها من بين أفضل 10 مدن متعددة الثقافات في العالم، كما يشير الكثير من الخبراء إلى أن دبي تبدو مرشحة لأن تصبح واحدةً من أبرز مدن العالم على مستوى التنوع الثقافي بحلول عام 2030.

وفقاً لصحيفة إيكونوميك تايمز، شهدت دبي ودولة الإمارات تأسيس حوالي 10,000 شركة صغيرة ومتوسطة، في الوقت الذي تشير فيه الأرقام الصادرة عن غرفة دبي، إلى أن دبي شهدت أكثر من 250 عملية توسع جمعت تمويل استثماري بقيمة 5.4 مليار دولار أمريكي. وربما ليس من المستغرب أن يكون هناك خططًا جارية لاستقطاب 20 شركة يونيكورن ناشئة بتمويل استثماري لا يقل عن مليار دولار أمريكي بحلول عام 2031.

إن أي بلد في العالم يمتلك هذه المقومات من بيئة اقتصاد مستقر وقوي وبيئة أعمال مزدهرة، فإنه بلا شك سيجذب المستثمرين من كافة أنحاء العالم. تاريخياً، حيث اشتهرت منطقتنا بكونها مركزاً تجارياً عالمياً بدءاً من تجارة طريق الحرير، إلى تطبيقات البيتكوين المتطورة اليوم.

أما على مستوى الدولة، فهناك عمود فقري للثروة يستند إلى مجموعة من العوامل أبرزها: المستثمرين والشركات مروراً بالأفراد العباقرة، الذين يعيشون هنا للاستفادة من نظام الضرائب المرن والمنخفض التكاليف والرواتب الجيدة، فالشركات الناشئة التي لديها أفكار مبتكرة وخطط عمل قوية، لديها فرصة ذهبية للعثور على مستثمرين ناجحين في مختلف القطاعات.

إحدى هذه الشركات الاستثمارية هي “جمعية الإمارات للمستثمرين المبادرين”، التي تم تأسيسها في عام 2020 للمساهمة بشكل إيجابي في النظام البيئي الاستثماري للشركات الناشئة في الدولة، من خلال شبكة من المستثمرين الناجحين، مع التركيز على الشركات الناشئة القائمة على التكنولوجيا.

إذا كان لديكم طموح لتأسيس عمل تجاري جديد، فإن دولة الإمارات، بلا شك، هي المكان الأمثل لذلك، فهي كانت ولا تزال أرضاً خصبة لتحقيق الأحلام واستغلال الفرص.

Related المدونات

مشاهدة الكل

هل سيعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستق ...

Home Banner 08/08/2024 by علي سجواني

إذا كنت أحد المتابعين المواظبين على قراءة مدوناتي، فلن تتفاجأ عندما تعلم أنني متحمس للغاية للتقدم الذي نشهده ف ...
اقرأ أكثر

ما هي أبرز العوامل التي تساهم في تشك ...

Home Banner 25/07/2024 by علي سجواني

لا شك أن أولئك الذين يتابعون حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي قد أدركوا أنني مولع بالسفر سواء إلى أحد أماكن ...
اقرأ أكثر

لماذا يعد التخصيص هو مستقبل تطوير ال ...

Home Banner 19/07/2024 by علي سجواني

بدأت تظهر اتجاهات جديدة في عالم العقارات الفاخرة الذي يتطور باستمرار، حيث تلعب هذه الاتجاهات الجديدة دوراً حاس ...
اقرأ أكثر