لطالما دعمتُ رواد الأعمال في أكثر من مناسبة وأبديت إعجابي الشديد بمشاريعهم الواعدة وأفكارهم المبتكرة، بالتزامن مع طموحي الكبير لأكون واحداً منهم، مستفيداً من التطور الذي تشهده دولة الإمارات في هذا الجانب، ومساعيها الدؤوبة لتصبح إحدى أبرز مراكز الأعمال في العالم.
قد يعتقد البعض منكم بأني أتحيز إلى دولة الإمارات عندما أشجع الجميع على تأسيس عمل تجاري هنا في دولة الإمارات دون سواها من الدول الأخرى، لكن في الحقيقة، هنالك الكثير من الأسباب التي تقف وراء هذا الاتجاه، والتي أستعرضها لكم في السطور التالية:
الدعم الحكومي
لقد اتخذت الحكومة على المستويين الاتحادي والمحلي خطوات كبيرة لخلق بيئة صديقة للأعمال خالية من الضرائب، مع توفير خيارات تمويل مرنة، وتحديث القوانين المرتبطة بالتأشيرات وتصاريح الإقامة للعمل الافتراضي، فضلاً عن حزم الدعم والتحفيز الاقتصادي.
في ضوء ذلك، أعتقد بأن هنالك عدد قليل فقط من الدول الأخرى التي توفر هذه التسهيلات والمزايا للمستثمرين ورواد الأعمال. لذا، ليس من المستغرب، بأن دولة الإمارات وعلى الرغم من تفشي الجائحة، قد تمكنت من استقطاب نحو 20.7 مليار دولار أمريكي (ما يعادل 76 مليار درهم إماراتي) من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2021 بزيادة قدرها 3.9% عن عام 2020.
علاوةً على ذلك، فقد تم تصنيف دولة الإمارات العربية المتحدة كأفضل وجهة عالمية لتأسيس وبدء الأعمال التجارية وفقاً لأحدث تقرير لريادة الأعمال العالمي 2022 الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال والذي تم نشره في وقتٍ سابق من هذا العام، حيث تمتلك البيئة الأكثر تشجيعًا لريادة الأعمال، مما يجعلها من أفضل الأسواق لممارسة الأعمال التجارية على مستوى العالم.
البنية التحتية
مع وجود مجموعة من المراكز التجارية والمناطق الحرة الخاصة بقطاعات معينة، فلا يوجد مكان آخر في المنطقة يوفر مثل هذه البيئة المثالية الداعمة لرواد الأعمال، بالإضافة إلى وجود شبكة طرق ذات مستوى عالمي، ومطارات تعد من بين الأكثر ازدحامًا في العالم، فضلاً عن المراكز اللوجستية المتطورة، التي توفر أفضل خيارات الأعمال.
وقد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة التاسعة عالميًا والأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفقًا للكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2021 الصادر عن “المعهد الدولي للتنمية الإدارية”، كما احتلت دولة الإمارات المرتبة الثالثة في الكفاءة الحكومية والتاسعة عالمياً في الأداء الاقتصادي والثامنة في كفاءة الأعمال والمرتبة 28 في البنية التحتية، حيث تم تصنيف دولتنا ضمن أفضل 10 دول على مستوى العالم في أكثر البلدان تنافسية في العالم.
التنوع الثقافي وتعدد الجنسيات
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة موطناً ثقافياً غنياً لأكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها. إن هذا التنوع يمنح قطاع الأعمال فرصاً هائلة للنمو والتطور واختبار منتجات جديدة وأفكار مبتكرة كل يوم، فضلاً عن استقطاب أبرز المواهب والكفاءات من مختلف الجنسيات.
يبلغ عدد سكان دولة الإمارات العربية المتحدة نحو 10.08 مليون نسمة، يشكل الوافدون منهم 8.92 مليون نسمة، ومن إجمالي عدد السكان هناك ما يقرب من 6.55 مليون شخص (65%) تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عامًا وفقًا لمجموعة من الإحصائيات، أي بعبارة أخرى، فإن غالبية السكان هم في سن النضج ولديهم خبرة واسعة في الأعمال التجارية.
الأسواق
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة في قلب دول مجلس التعاون الخليجي، لذا تعد مكاناً مثالياً لإطلاق المنتجات الجديدة، ولكنها أيضًا نقطة استراتيجية للتوسع الإقليمي بوجود العديد من الدول الأخرى القريبة منها، فهي المكان المناسب للكثير من الشركات الراغبة بالتوسع على المستوى الإقليمي.
سواء كنت رائد أعمال شاب لديه فكرة مبتكرة تتماشى مع توجهات الثورة الصناعية الرابعة أو مستثمرًا ناضجاً لديه نهج حذر في التمويل، فإن دولة الإمارات هي المكان الأفضل كي تحقق أهدافك وطموحاتك.