استعرضت نخبة من سيدات ورجال الأعمال من أشهر الرؤساء والمديرين التنفيذيين في كبرى الشركات العائلية في دولة الإمارات، تحديات الاستدامة أمام الأعمال العائلية، والفرص المتاحة أمام الأجيال الجديدة لتطوير الشركات المتوارثة، وأهمية إضفاء القيمة على الأعمال وانتهاج الابتكار والتخطيط المستمر لتحقيق الازدهار الدائم للشركات على المدى الطويل، بالإضافة إلى الحفاظ على الروابط التي تجمع بين الأجيال التي تتولى إدارتها.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان «الشركات عبر العصور: تولي زمام الأعمال العائلية»، ضمن فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الشارقة لريادة الأعمال، وتحدث فيها كل من علي سجواني، العضو المنتدب لشركة «داماك» العقارية، وعبير الشعالي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة الخليج لصناعة القوارب «جلف كرافت»، وحليمة العويس، المدير التنفيذي لشركة سلطان العويس العقارية، وعادل الزرعوني، الرئيس التنفيذي لشركة الزرعوني الإماراتية للاستثمارات، وأدارتها فريدة العجمي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «كايما».
مفتاح النجاح
وأكد علي سجواني أن مفتاح النجاح في الشركات العائلية يتمثل في استمرار الروح الريادية التي تكفل النمو والتجدد بعيداً عن بيروقراطية الإدارة، مع التوازن بين الحفاظ على الإرث العائلي والنمط التقليدي من الأعمال وبين القابلية لاحتضان الابتكار وتبني الأفكار الإبداعية الجديدة؛ لضمان مستقبل مستدام للشركات العائلية وتعزيز قدرتها على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة، واكتشاف الفجوات التي قد تعيق تطور الشركات وتحد من مواكبتها لأساليب التسويق الحديثة.
شركات للمستقبل
ومن جهتها، أشارت عبير الشعالي إلى ضرورة الاعتماد على الحلول المبتكرة لتمكين الشركات العائلية من التأقلم مع التغيرات السريعة، بما يضمن نموها المستدام، والتركيز على بناء شركات للمستقبل، وتضمينها القيمة التي تعزز من حضورها ومن الثقة بها في قطاع الأعمال، والاستفادة من التطلع الذي تمتاز به الشركات الناشئة لتطوير الأعمال العائلية بالحدود التي تحافظ على أصولها وعائداتها وتجنبها المخاطرة.
من جيل إلى جيل
وبدورها اعتبرت حليمة العويس في مشاركتها أن الإدارة الناجحة للشركات العائلية تتطلب الكثير من الإبداع الذي يعزز من فرص استدامة الشركات، ويضمن الاحتفاظ بعملائها مهما كانت المنافسة شديدة، مع الوضع في الاعتبار أهمية تدريب جيل جديد من العائلة لتولي مسؤولية إدارة الشركة، وخلق رؤية معاصرة في عملها تتناسب مع مستجدات قطاع الأعمال وتحدياته المختلفة، والحرص على نزاهة وجودة الخدمات التي تقدمها الشركة لضمان رسوخ الأعمال العائلية، ومنح الوقت الكافي للأبحاث المسبقة لدراسة السوق قبل الإقدام على أي تحول جوهري في أعمال ومشاريع الشركة العائلية.
الدور الأبوي
وتحدث عادل الزرعوني حول تحديات التوسع في الشركات العائلية مع تعاقب الأجيال، وأهمية ارتياد مجالات عمل جديدة لتعزيز النمو، ولكن من دون مغامرات، والأخذ في الاعتبار أن 9 من كل 10 أعمال ناشئة معرضة للفشل في أول خمس سنوات، ما يعني التركيز على ما تتمتع به الشركات العائلية من عوامل قوة تحميها من الفشل وتضمن استدامتها، وخاصة في ظل الدور الأبوي الذي يشكل مظلة حماية للأعمال العائلية.