أسهم تبني مزيد من التكنولوجيا في القطاع العقاري، إلى جذب رئيسي للمستثمرين الشباب، وبما يعزز حصول المستثمرين في القطاع على عوائد مرتفعة على المدى الطويل، وتمثلت الحلول الرقمية الجديدة في أساليب عرض البيانات للمستثمرين وطرق الترويج والتسويق والتطبيقات الذكية وتوفير مزيد من حلول الراحة المتطورة داخل الأبنية مثل التحكم بالإضاءة والجو واتصال الأجهزة المنزلية بالإنترنت والاستدامة فيما يتعلق بنوعية المواد المستخدمة وتدوير النفايات، بحسب عقاريين عاملين في القطاع.
وقال مدير عام العمليات في داماك العقارية علي سجواني: «الذكاء الاصطناعي واحد من أكثر القوى تأثيراً في ثورة التكنولوجيا التي تجول العالم، فمن التعرف على الصوت إلى اتخاذ القرار المستقل، فإن آثار الذكاء الاصطناعي على القطاع العقاري لا تصدق حقاً».
وأفاد بأنه من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن تحسين كفاءة العمليات التشغيلية وتحويل الطريقة التي نتخذ بها القرارات تماماً، وبالتالي البناء بشكل أفضل، وتحسين كفاءة الطاقة لمشاريعنا، وفهم الاحتياجات الحالية والمستقبلية لعملائنا بشكل أفضل.
من جانبها، قالت رئيس قسم البحوث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في شركة جي إل إل للاستشارات والاستثمارات العقارية دانا سلباق «إن الدافع الرئيس لتحسن إمارة دبي على مؤشر الشفافية هو حجم البيانات العقارية المتاحة والاعتماد المتزايد على منصات تكنولوجيا العقارات والأدوات الرقمية وتقنيات البيانات الضخمة.
وأضافت، أن عنصر «تكنولوجيا العقارات» في مؤشر الشفافية يكشف أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال في مرحلة ناشئة نسبياً عندما يتعلق الأمر باعتماد تقنيات جديدة، و تبرز دبي كشركة رائدة في اعتماد التقنيات في قطاع العقارات لتسهيل الانتقال إلى مدينة ذكية متكاملة.
وتابعت: «أطلق مركز نظام المعلومات الجغرافية التابع لبلدية دبي نظام «دبي هنا»، وهو نظام إلكتروني يهدف إلى توفير توأم رقمي لأصول المدينة وبنيتها التحتية ومعالمها، بدءاً من المباني والوحدات التجارية والسكنية، إلى المناطق الخضراء الخارجية والطرق وخطوط النقل، وهذه النسخة الرقمية من الإمارة، المعززة بتقنيات إنترنت الأشياء والمرتبطة بالمعلومات والتحليلات آنياً، ستوفر جميع المعلومات اللازمة لتخطيط المدينة وإدارتها بشكل أكثر فعالية».
بدوره، قال المستشار العقاري في شركة فيدوك للعقارات، والمحاضر في دائرة الأراضي والأملاك بدبي أمين المجالي: «هناك توجه من الجيل الرقمي الجديد نحو الخيارات العقارية التي تتبنى الحلول التكنولوجيا، مثل توفير التطبيقات الذكية للتعامل مع إدارة المبنى وطلب خدمات الصيانة والتنظيف والاطلاع أولاً بأول على تسليم دفعات الإيجار أو أقساط الشراء».
وذكر أن أغلب المطورين العقاريين، يعتمدون على الحلول الرقمية الجديدة التي تتميز بها عقاراتهم، وتعتبر نقطة قوة لديهم في جذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم وحتى من دول أوروبا وأمريكا التي لديها مستوى عالٍ جداً في تبني التقنيات.
وأوضح المجالي أن العقارات التي تتبنى التكنولوجيا تعتبر ذات عوائد استثمارية أعلى على المدى المتوسط والطويل، وخاصة أن فئة كبيرة من المستثمرين اليوم باتوا يعتبرون أن تطبيقات التكنولوجيا في الأبنية أو القطاع ككل عامل رئيسي لتفضيل خيار استثماري على الآخر، ما يعد ميزة لدبي مقارنة بباقي المدن على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إلى ذلك، قال المدير التنفيذي لشركة عزيزي للتطوير العقاري فرهاد عزيزي: «بحسب أبحاثنا فإن جيل الألفية الشاب يقدر التكنولوجيا، ولذلك تسعى عزيزي دوماً إلى تقديم أنظمة المنزل الذكي في كافة مشاريعنا ومنها مشروع مينا في منطقة النخلة، والتي من شأنها أن تمنح المستأجرين إمكانية الوصول إلى عدد من الميزات، بدءاً من الوصول عن بعد إلى الباب الأمامي، أمن الفيديو على مدار 24 ساعة من خلال هواتفهم المحمولة».
وتابع: «نظراً لأن التكنولوجيا والاستدامة تأتي جنباً إلى جنب، فإن الشركة تركز بشكل أساسي على التكنولوجيا البيئية التي لا توفر تكاليف صيانة المستثمر فحسب، بل تحمي البيئة أيضاً، وحالياً، تخطط الشركة لتركيب ما يقرب من 198 شاحن سيارة كهربائية عبر مشاريعها بدبي، للمساهمة في الحد من انبعاثات الكربون ودعم وسائل النقل الصديقة للبيئة في جميع أنحاء المدينة، وتجري الشركة حالياً محادثات مع هيئة كهرباء ومياه دبي، التي تشجع على استخدام السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة في الإمارة، لتركيب أول محطات الشحن.
إلى ذلك، قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «بروغ تيك» لحلول تقنية المعلومات خالد رومية: «إن قطاع تحويل المنازل التقليدية إلى ذكية والحلول التقنية المرتبطة بذلك، تشهد زخماً كبيراً في السوق الإماراتي»، مضيفاً أن الكثير من المطورين العقاريين والاستشاريين يسعون دوماً إلى عرض منتجات عقارية عصرية ومبتكرة تتضمن حلولاً ذكية، بما يتناسب مع التطور التكنولوجي الذي تشهده جميع القطاعات الاقتصادية في الدولة والقطاع العقاري ليس ببعيد عن ذلك.
وقال العميل العقاري، أنس أحمد: «إن التطور في القطاع العقاري سواء في مجال البحث والحصول على الصفقة المناسبة أو الحلول التكنولوجية التي تتضمنها المنازل يعطيان السوق المحلي ميزات غير موجودة في أماكن أخرى، وبالفعل هناك الكثير من الأصدقاء باتوا يتساءلون عند الانتقال من منزل لآخر عن المزايا والتقنيات الحديثة المتوفرة في المنازل الجديدة».
وأما العميل العقاري، محمد فرج فيشير إلى أن المزايا التقنية التي يتضمنها كل منزل إلى جانب السعر والعوامل الأخرى باتت أحد الأشياء التي يحسب حاسبها العميل اليوم، ولا سيما أن المزايا التي تتعلق بالكاميرات والدخول والخروج والمواقف والإضاءة والتحكم عن بعد باتت أشياء ضرورية لا غنى عنها، كما أن المنصات الذكية التي تعطي الأسعار الحقيقية للسوق ومن منطقة لأخرى أصبحت ذات مصداقية لدى الجمهور كونها تعطيه فرصة للاختيار بين باقة واسعة من العقارات التي تناسبه.
المصدر: الرؤية