أشار علي سجواني، رجل الأعمال الإماراتي والمدير العام للعمليات في شركة داماك العقارية، إلى أن جائحة «كوفيد 19» تقود الطلب حالياً على «التطبيقات الفائقة» في مجال الرعاية الصحية في دولة الإمارات.
ودعا سجواني، الذي قاد عملية التحول الرقمي داخل شركة داماك، كلاً من رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء دولة الإمارات، إلى توجيه إبداعاتهم وابتكاراتهم لتسريع تطوير تطبيقات الرعاية الصحية الفائقة، والتي من شأنها تعزيز رفاهية وصحة السكان في دولة الإمارات.
تقدم التطبيقات الفائقة خدمة المراسلة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والأسواق والخدمات الأخرى تحت مظلة واحدة. وتعمل التطبيقات الفائقة مثل «وي تشات الصينية» و«باي تي إم للمدفوعات الرقمية» و(PhonePe) في الأسواق الناشئة على إجراء تحول في نظام الخدمات، فعلى سبيل المثال، يُعد «وي تشات»، واحداً من أكبر برامج التواصل الاجتماعي، مسجلاً 1.25 مليار مستخدم نشط شهرياً في جميع أنحاء العالم في الربع الثاني من عام 2021، وذلك وفقاً لآخر إحصائية أجرتها شركة ستاتيستا الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين.
وعلى الرغم من أن التطبيقات الفائقة لا تزال في مرحلتها الأولى على مستوى قطاع الرعاية الصحية، إلا أن الأجهزة الطبية باتت تصبح أكثر تطوراً وذكاءً يوماً بعد يوم، مدعومةً بأجهزة المراقبة الذكية مثل: «سوار آي ووتش» و(Fitbit) و«أجهزة مراقبة معدل ضربات القلب BLE» وأجهزة مراقبة نبضات القلب وأدوات قياس سكر الدم وغيرها من الأجهزة الأخرى، التي توفر رؤية تفصيلية عند اتصالها مع تطبيقات الأجهزة المحمولة. ومن السهل أيضاً إدارة السجلات الطبية عبر الإنترنت، كما يمكن للأطباء والمرضى الوصول إليها في جميع أنحاء الدولة.
ووفقاً لهيئة الصحة بدبي، فإن 30٪ من سكان الإمارة إما مصابون بمرض السكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة، كما أن 27.8٪ من السكان البالغين يعانون من زيادة في الوزن. في هذا الإطار، تُمكن تطبيقات الرعاية الصحية الفائقة المرضى من اتخاذ خيارات نمط حياة أفضل، فضلاً عن تطوير وتعزيز التواصل مع المتخصصين في الرعاية الصحية.
يمكن للتطبيقات الفائقة أن تقدم نهجاً شاملاً لتحسين أنماط الصحة والعافية، وذلك من خلال تشجيع الإدارة الذاتية اليومية وتوفير المتابعة الروتينية، حيث يتم تحفيز السلوك الصحي وتبسيط عملية التواصل مع الممارسين.
وفي هذا السياق، قال علي سجواني: «تتمتع التطبيقات الفائقة بإمكانية إحداث ثورة في قطاع الرعاية الصحية من خلال اعتماد نهج يوفر الراحة والبساطة للمرضى، فهناك حاجة متزايدة لحلول الرعاية الصحية عند الطلب، والتي تتماشى مع زيادة الوعي الصحي بين المستهلكين».
وأضاف سجواني قائلاً: «في الوقت الذي تجد فيه التطبيقات الفائقة طريقها ببطء إلى الأسواق الغربية، أعتقد بأن الوقت قد حان كي تلعب دولة الإمارات دوراً رئيسياً في تبني هذه التطبيقات وتسريع تطويرها، بما يوفر منصة رقمية واحدة وشاملة توفر كافة خدمات الرعاية الصحية، وهو ما من شأنه أن يوفر مستوى عالياً من الراحة للمرضى، ويسمح بمشاركة البيانات عبر المنصات ومقدمي الخدمات، ويلغي الإجراءات المعقدة التي تنطوي عليها إدارة الرعاية الصحية».
هذا وقد احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى إقليمياً في «مؤشر الابتكار العالمي» لعام 2020، حيث اتخذت عدة خطوات لتعزيز الابتكار وتبني أفضل الحلول الممكنة، تماشياً مع شعار «متحدون في المعرفة» في إطار رؤية الدولة 2021.
على سبيل المثال، توفر استراتيجية «مصرف الإمارات للتنمية» التي تم الإعلان عنها مؤخراً، 30 مليون درهم إماراتي لدعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات، والتي تشكل العمود الفقري لمنظومة الأعمال في الدولة.
هذا وقد تم إطلاق مبادرات «مسرعات دبي المستقبل» خصيصاً لتطوير تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتكنولوجيا الحيوية والطباعة ثلاثية الأبعاد. في الوقت ذاته، تعمل منصة «حكومة دبي الذكية»، التي تضم العديد من التطبيقات الناشئة المدعومة بأفضل حلول التكنولوجيا، مع هيئة الصحة بدبي على تطوير تطبيق ذكي يسمح للمستخدمين بمعالجة المعاملات وتتبع سلسلة التوريد للأدوية من أي مكان باستخدام هاتف ذكي أو جهاز لوحي أو أي جهاز محمول.
ورث علي سجواني عقلية ريادة الأعمال من والده حسين سجواني مؤسس داماك العقارية، وهو عضو مؤسس في «جمعية الإمارات للمستثمرين المبادرين»، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى المساهمة بشكل إيجابي في دعم الشركات الناشئة وتسهيل أعمال المستثمرين ورجال الأعمال في دولة الإمارات من خلال شبكة تواصل المستثمرين.
واختتم علي سجواني كلامه قائلاً: «يجب على الشركات الناشئة ورواد الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة التفكير جدياً في توجيه طاقاتهم للعب دور أكثر بروزاً في سوق خدمات الصحة المتنقلة من خلال التطبيقات الفائقة، وذلك في ظل التوقعات التي تشير إلى أن حجم سوق خدمات الصحة المتنقلة عالمياً سيصل إلى 166.2 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028».
المصدر: البيان