شارك علي سجواني، مدير عام العمليات بشركة داماك العقارية رؤاه حول اقتصاد دولة الإمارات، بدءاً من أزمة الصحة العالمية وصولاً لسعي الدولة لتحقيق نمو أسرع، قائلاً في مقال نشر بموقع «كونستركشن ويك أونلاين»، إن البلاد احتفلت مؤخراً بدخول مسبار الأمل مدار الكوكب الأحمر لتصبح خامس دولة في العالم تنجح في مهمتها الفضائية نحو المريخ. لافتاً سجواني أن تلك اللحظة تزامنت أيضاً مع الاحتفالات باليوبيل الذهبي للدولة، والخطط نحو الخمسين عاماً المستقبلية.
وفي معرض مقاله، أكد سجواني إن رحلة المريخ مثال رائع على طموح ورؤية الآباء المؤسسين الذين مهدوا لعدد لا يحصى من المستحيلات لتكون إنجازات ممكنة وقابلة للتطبيق على امتداد الخمسين عاماً الماضية.
نمو اقتصادي
في وقت يكافح فيه العالم للتغلب على أكبر أزمة صحية عامة واقتصادية منذ أكثر من قرن، أوضح سجواني إن اقتصاد الإمارات «مهيأ لنمو أسرع ولتحول شامل»، وذلك وفقاً لمعهد التمويل الدولي بواشنطن الذي توقع نمواً بنسبة 3٪ لعام 2021، وبنحو 3.4٪ لعام 2023- وذلك بفضل مجموعة تدابير الاحترازية ضد الجائحة، والسياسة النقدية التيسيرية، والنظام المصرفي المرن.
أما فيما يتعلق بالتقدم المحرز بالدولة في سياق تنويع اقتصادها الذي يحركه النفط والإصلاحات الأخيرة، فقد ساعدت سلسلة من حزم التحفيز والمبادرات في تسريع ذلك، وفقاً لسجواني. فقد ركزت قرارات السياسة على تعزيز فرص الأعمال للمستثمرين وتوفير بيئة مواتية للأعمال التجارية الراسخة وجذب رأس المال البشري.
ولطالما كان الاستثمار في رأس المال البشري هدف دولة الإمارات للانتقال لاقتصاد قائم على المعرفة، وقد عملت القيادة الحكيمة للدولة بلا كلل لتطوير المواهب وتعزيز الابتكار والبحث وغرس عقلية ريادة الأعمال.
ويمكن للعيان ملاحظة تجسيد ذلك الاهتمام على الأرض، من خلال التغييرات الأخيرة على قانون منح الجنسية للمستثمرين الأجانب والأطباء والعلماء والفنانين والموهوبين وعائلاتهم.
هنالك العديد من القرارات في نهج الدولة الذي يهدف للحفاظ على التنوع والتسامح في المجتمع المحلي كركيزة أساسية وأولوية قصوى في سياستها نحو بناء جيل يتمتع بقدرات عالية. كما في وقت سابق من العام الماضي، أطلقت الإمارات تصاريح إقامة طويلة الأجل لفئة من المستثمرين ورجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين والعلماء والطلاب المتفوقين.
استثمار خاص
كما دخل الإصلاح التاريخي الإماراتي الذي يسمح للمستثمرين الأجانب بملكية 100٪ للأعمال حيز التنفيذ في نهاية عام 2020. ما يفسح المجال أمام رواد الأعمال ويزيد جاذبية الدولة سيما عند اقترانها بالتطورات الأخرى. وتوقع سجواني زيادةً في تدفق الاستثمار الخاص في الدولة، خاصة من صناديق الاستثمار العالمية وشركات الأسهم الخاصة في خطوة تعزز الاقتصاد.
وإلى جانب الإصلاحات الاقتصادية، أعلنت حكومة الدولة مؤخراً عن إصلاحات ملحوظة طالت القوانين الاجتماعية والمدنية بما يعزز بشكل أكبر مبادئ التسامح وبالتأكيد زيادة إقبال وأعداد المقيمين والسياح.
باندماج دولة الإمارات في الاقتصاد العالمي، ستساعد الإصلاحات المتزايدة واللوائح التنظيمية الأفضل في جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي- وهي القوة التي ساعدت الاقتصاد على تسجيل نمو غير مسبوق لعقود.
نحو القمة
عبر تذليل الحواجز وفتح الاقتصاد بشكل أكبر، وضعت المبادرات الحكومية الأخيرة لتعزيز الاستثمار الأجنبي البلاد في وضع أقوى خلال استعدادها للخمسين عاماً المقبلة. وبحسب سجواني، تنعكس تلك التغييرات على مكانة دولة الإمارات في تصنيفات ومؤشرات رائدة من جميع أنحاء العالم. فقد احتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً في تقرير التنمية البشرية 2020 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بينما حافظت على صدارتها على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة العربية في تصنيف البنك الدولي لسهولة ممارسة الأعمال 2020 والمرتبة الـ 16 في الترتيب العالمي لنحو 190 دولة.
ستستمر شبكة الدعم المتنامية التي توفرها المبادرات الجديدة والمجتمعات التي ترعاها في تعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة الأولى في مجالات متعددة. إن أولئك الذين لديهم الدافع والمثابرة لتنمية أعمالهم من الصفر مستعدون للاستفادة بشكل كبير، مما سيعزز بدوره الاقتصاد ووجود رجال الأعمال الذين يمكنهم الاستفادة من هذه المبادرات والبرامج والموارد التي تقودها الحكومة، بحيث تتوفر لهم العديد من الخيارات المتاحة.
المصدر: البيان