هل سيعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل العقارات في الإمارات؟ 

08/08/2024 by علي سجواني

إذا كنت أحد المتابعين المواظبين على قراءة مدوناتي، فلن تتفاجأ عندما تعلم أنني متحمس للغاية للتقدم الذي نشهده في مجال الذكاء الاصطناعي. 

وبينما كان خبراء التكنولوجيا يحاولون تطوير ابتكارات جديدة في هذا المجال لعقود من الزمن، ظهرت الكثير من الإنجازات بعيداً عن أعين الجمهور قبل أن تصبح متاحة للجميع. ومنذ أن أعلنت “أوبن إيه آي عن إطلاق تطبيق تشات جي بي تي في نوفمبر 2022، أصبح هناك انتشار كبير لهذا النوع من التطبيقات، والعديد منها متاح الآن لأي شخص لديه هاتف ذكي واتصال بالإنترنت. 

لقد كان تبنّي الذكاء الاصطناعي سريعاً للغاية. وعلى المستوى الشخصي أصبحت العديد من الأدوات المخصصة بمثابة مساعد افتراضي يفيد المستخدمين في إدارة مذكراتهم وتحديد المواعيد وإرسال التذكيرات، كما يتم الاستفادة من المنصات الأخرى لكتابة وتحرير وحتى إنشاء محتوى مكتوب ووسائط متعددة، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية والجودة. وفي مجال الشركات، تساعد روبوتات الدردشة على تقديم تجارب أكثر سلاسة للعملاء، في حين تعمل برامج التحليلات على تمكين المؤسسات من الحصول على رؤى أعمق حول الاتجاهات الحالية. 

ولم تكن هذه التطورات سوى نقطة البداية، فهذه التقنيات تعمل على تحويل طريقة عيشنا وعملنا وإبداعنا في كل قطاع. وسأستكشف من خلال مدونتي هذه إمكانات الذكاء الاصطناعي ودورها الكبير في إعادة تشكيل مستقبل قطاع العقارات. 

قطاع أكثر كفاءة: 

يعتمد قطاع العقارات بالفعل على العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التحليلي التقليدي لتعزيز التنبؤ المستقبلي في الأسواق المحلية والعالمية، حيث توفر هذه التكنولوجيا رؤى قيمة للمستثمرين المحتملين ويمكن استخدامها لتشكل أساساً لعمليات البحث العقارية المستهدفة. ومع ذلك، إذا أضفنا أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الأحدث إلى هذا المزيج، فإن إمكانية تحسين النتائج سترتفع بشكل كبير. 

وكما يوحي اسمه، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على إنشاء المحتوى. وعلى سبيل المثال، يمكنه صياغة مواصفات العقار بناءً على مجموعة من الصور وإنتاج مواد تسويقية مستهدفة باستخدام بيانات لقوائم عملاء محددة، حيث يمكن لهذه الأنواع من الطلبات تقصير الفترة بين توفر العقار والترويج له كفرصة استثمارية، مما يفيد المشترين والبائعين على حد سواء. 

وبصرف النظر عن القدرات التوليدية للذكاء الاصطناعي، فإن التطبيقات الحديثة لديها القدرة على تحمل الكثير من “الأعباء الثقيلة” التي ينفذها العاملون في مجال العقارات، مما يسمح لهم بالتركيز على المهام الحيوية الأخرى للأعمال مثل بناء العلاقات مع العملاء والحفاظ عليها. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لفرز وتصفية الآلاف من فرص الاستثمار المحتملة بسرعة، واختيار تلك التي تتوافق بشكل أفضل مع ملف تعريف مشتري معين. 

ماذا يعني هذا بالنسبة للعقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة؟ 

أعتقد أن قطاع العقارات في الإمارات العربية المتحدة في وضع جيد بشكل خاص للاستفادة من الذكاء الاصطناعي نظراً للتركيبة الدولية المتنوعة لقاعدة عملائه، فالأفراد الذين يستثمرون في سوق العقارات لدينا وخاصة في قطاع العقارات الفاخرة يأتون من جميع أنحاء العالم، وقد لا يستطيعون دائماً حضور العروض أو استشارات التصميم بشكل شخصي، لذا يمكن استخدام أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدة العملاء على تصور مساحات معيشتهم المستقبلية، مما يسمح لهم بتأثيث وتزيين العقارات المحتملة بنقرة زر واحدة. ويمكن أن تساعد وظيفة “التجربة قبل الشراء” المدعومة بالذكاء الاصطناعي المشترين في الخارج في العثور على منازلهم المثالية، بغض النظر عن مكان تواجدهم الفعلي. 

وعلى نطاق أوسع، تعتبر دولة الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في تبني واعتماد التقنيات المتطورة، ولطما أكد قادتنا مراراً وتكراراً دعمهم لتبني الابتكارات الجديدة والاستثمار في تطويرها، ولم يكن الذكاء الاصطناعي استثناءً عن ذلك، ولم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة تعين وزيراً للذكاء الاصطناعي فحسب، بل إنها أطلقت أيضاً “استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي” منذ حوالي سبع سنوات. 

وقد منحت هذه التطلعات الريادية التي تتمتع بها حكومتنا الشركات مثل داماك العقارية وغيرها من المؤسسات العقارية الثقة للتركيز على تطوير وتنفيذ الذكاء الاصطناعي، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص في هذا القطاع المبتكر سريع التطور، ولذلك فإني لا أرى أي سبب يمنع هذه التكنولوجيا من الاستمرار في إعادة تشكيل سوق العقارات في بلادنا نحو الأفضل. 

أهمية العنصر البشري: 

أنا من أشد المدافعين عن الذكاء الاصطناعي، ورغم أنني أفهم سبب تخوف بعض الناس من تأثيره على المدى الطويل، إلا أنني لا أشاركهم مخاوفهم هذه، لأني أتوقع أن تلغي هذه التكنولوجيا ضرورة مشاركة الإنسان في بعض المهام المتكررة، لكن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل البشر أبداً، بل على العكس من ذلك، فهو سيسمح لنا بإدارة وقتنا بشكل أكثر فعالية، والتركيز على الجوانب الإبداعية والشخصية لأدوارنا، وتحسين الإنتاجية بشكل كبير في جميع المجالات. 

في الواقع، أود أن أقول إن الشركات التي تنظر إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة فقط لتقليص عدد موظفيها فشلت في فهم الفوائد المعروضة، ومثل أي أداة، تكون جودة هذه التكنولوجيا جيدة بقدر الأشخاص الذين يقومون بتشغيلها. ولهذا السبب تدعم شركة داماك العقارية قوتها العاملة لتطوير خبرات شاملة في هذا المجال، فلقد قمنا بتوفير الآلاف من الدورات التدريبية في مجال الذكاء الاصطناعي لموظفينا، ونحن نشجعهم بشدة على استخدام هذه الأدوات لتسهيل العمليات اليومية لأننا ندرك تماماً أن البشر يمتلكون المفتاح لإطلاق العنان والاستفادة الكاملة من تقنيات للذكاء الاصطناعي. 

وفي نهاية المطاف، أتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في قطاع العقارات في الإمارات، مما يساعد على تحسين تجربة العملاء وزيادة الإيرادات وزيادة الكفاءة، ومن خلال تبسيط العمليات للمشترين والبائعين والمتخصصين في القطاع العقاري على حد سواء، ستعود هذه التكنولوجيا بالخير على قطاع العقارات وعلى اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة ككل.  

Related Home Banner

مشاهدة الكل

ما هي أبرز العوامل التي تساهم في تشك ...

Home Banner 25/07/2024 by علي سجواني

لا شك أن أولئك الذين يتابعون حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي قد أدركوا أنني مولع بالسفر سواء إلى أحد أماكن ...
اقرأ أكثر

لماذا يعد التخصيص هو مستقبل تطوير ال ...

Home Banner 19/07/2024 by علي سجواني

بدأت تظهر اتجاهات جديدة في عالم العقارات الفاخرة الذي يتطور باستمرار، حيث تلعب هذه الاتجاهات الجديدة دوراً حاس ...
اقرأ أكثر

مستقبل المنتجعات الفاخرة: ماذا يفضل ...

Home Banner 21/05/2024 by علي سجواني

عندما يتعلق الأمر بالعطلات، فلدينا جميعًا أولويات ومخططات مختلفة بما يتعلق في اختيار الموقع ووسائل الراحة والت ...
اقرأ أكثر