ما هو مستقبل التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات؟

شهدت التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بعوامل عدة مثل: تفشي الجائحة والسكان المتمرسين في مجال التكنولوجيا، والمبادرات الحكومية المواتية.

لقد توصلت إلى سبع اتجاهات عامة أعتقد أنها ستستمر في تشكيل فضاء هذا القطاع على المدى المتوسط.

النمو

من المرجح أن تستمر التجارة الإلكترونية في مسارها التصاعدي في الإمارات العربية المتحدة، مدفوعة بتزايد تفضيل المستهلكين للتسوق عبر الإنترنت، ومن المتوقع أن تنتشر التجارة الإلكترونية بشكل أكبر في مختلف القطاعات، بما في ذلك البيع بالتجزئة والإلكترونيات والأزياء ومحلات البقالة نظرًا لارتياح المزيد من الأشخاص للمعاملات عبر الانترنت والمدفوعات الرقمية.

إن سهولة التصفح والشراء من المنزل، إلى جانب التوفر خيارات واسعة من المنتجات والأسعار التنافسية يعززان شعبية التجارة الإلكترونية المتزايدة، ومع استمرار تقدم التكنولوجيا وتبني المستهلكين للقنوات الرقمية، لا يُظهر المسار التصاعدي للتجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة أي علامات على التباطؤ، مما يؤدي إلى تغيير طريقة تسوق الناس وتفاعلهم مع الشركات.

التجارة الالكترونية المتنقلة:

تلعب التجارة الالكترونية عبر الأجهزة المحمولة دورًا بارزًا بشكل متزايد في مشهد التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة، حيث يزداد استخدام المستهلكين للأجهزة المحمولة للتصفح وإجراء عمليات الشراء تزامناً مع انتشار الهواتف الذكية بشكل كبير والسكان المتمرسين بالتكنولوجيا، لذا يجب أن تركز منصات التجارة الإلكترونية وتجار التجزئة في السنوات القادمة على تحسين تطبيقاتهم ومواقعهم الإلكترونية للحصول على تجربة تسوق سلسة عبر الأجهزة المحمولة.

توفر تطبيقات الأجهزة المحمولة والمواقع الإلكترونية المحسّنة تصفحًا سلسًا وتجارب أكثر تخصيصًا وخيارات دفع آمنة وجديرة بالثقة، حيث سنرى ازدهار التجارة المتنقلة عبر مختلف الصناعات بما في ذلك البيع بالتجزئة والسفر وتوصيل الطعام تزامناً مع تبني واعتماد المزيد من تجار التجزئة والشركات لمنصات الهاتف المحمول.

أومني.. قناة التكامل المثالية:

ستستمر الخطوط الفاصلة بين البيع بالتجزئة عبر الإنترنت وغير المتصلة بالإنترنت في الغموض لأن تجارب القنوات المتعددة أصبحت هي القاعدة العامة، حيث سيهدف تجار التجزئة إلى توفير تجربة تسوق سلسة عبر قنوات متعددة، ودمج المنصات عبر الإنترنت مع المتاجر الفعلية، ووسائل التواصل الاجتماعي ونقاط الاتصال الأخرى، إذ يمكن أن يشمل هذا التكامل خدمات عديدة مثل: خدمة انقر واستلم طلبك وخدمة الاستلام والإرجاع من المتجر، مما يعزز بدوره راحة ورضا العملاء.

الذكاء الاصطناعي والتخصيص:

ليس من المستغرب الاعتقاد بأن منصات التجارة الإلكترونية ستستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتخصيص تجربة التسوق عبر الإنترنت.

ستصبح محركات التوصية وروبوتات الدردشة والمساعدات الافتراضية القائمة على الذكاء الاصطناعي أكثر تعقيدًا، مما يساعد العملاء على اكتشاف المنتجات المصممة وفقًا لتفضيلاتهم، وتوفير المساعدة في الوقت الفعلي وتبسيط رحلة التسوق الشاملة.

تعمل التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على تطوير تجربة التسوق، حيث توفر الراحة والتخصيص وقدرات اتخاذ القرار المحسّنة لكل من تجار التجزئة والعملاء.

على سبيل المثال، يتم تشغيل متجر بي ستور(B Store) في سكاي تاور بأبوظبي بتقنية الذكاء الاصطناعي، ويتضمن خدمة الدفع مقابل البضائع باستخدام تقنية التعرف على الوجه.

تقديم خدمات لوجستية أفضل بوقت تسليم أقصر:

سيتم التركيز أكثر على الخدمات اللوجستية والتسليم في الميل الأخير، حيث يسعى تجار التجزئة ومنصات التجارة الإلكترونية لتوفير خدمات توصيل أسرع وأكثر كفاءة، وستساعد الاستثمارات في مراكز التنفيذ المتقدمة والطائرات بدون طيار والمركبات المستقلة والشراكات مع مزودي الخدمات اللوجستية في تقصير أوقات التسليم وتحسين تجربة العملاء بشكل عام.

الاستدامة والممارسات الأخلاقية:

ستشهد التجارة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة بالتزامن مع نمو الوعي البيئي والاجتماعي، تركيزًا متزايدًا على الاستدامة والممارسات الأخلاقية، حيث يسعى المستهلكون بشكل متزايد نحو التوجه إلى شراء منتجات وعلامات تجارية صديقة للبيئة ومسؤولة اجتماعيًا، لذا ستحتاج منصات التجارة الإلكترونية إلى دمج الخيارات المستدامة، وتوفير معلومات سلسلة التوريد الشفافة، ودعم المصادر الأخلاقية وممارسات التجارة العادلة.

سهولة إجراء المعاملات عبر الحدود:

موقع الإمارات الاستراتيجي كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية يجعلها مكانًا مثاليًا للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، حيث ستستمر منصات التجارة الإلكترونية وتجار التجزئة في الاستفادة من السوق الدولية، وتقديم مجموعة واسعة من المنتجات والاستفادة من الشراكات العالمية لتمكين المعاملات السلسة عبر الحدود.

يبدو أن مستقبل التجارة الإلكترونية في الإمارات هو مستقبل واعد، مدفوعًا بعدة عومل أهمها: التقدم التكنولوجي وتغيير سلوك المستهلك وبيئة الأعمال الداعمة، حيث سيحتاج اللاعبون المحليون في التجارة الإلكترونية إلى مواكبة هذه الاتجاهات وتبني الابتكار للبقاء في المنافسة وتلبية توقعات المستهلكين المتزايدة باستمرار تزامناً مع تطور الصناعة.