رياضة الغوص.. فوائد مذهلة للصحة الجسدية والعقلية

نحن محظوظون لأننا نعيش في دولة لها إرث غني في الملاحة البحرية، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المجتمع المحلي في دولة الإمارات. على مدار سنواتٍ عدة، استمتعت كثيراً بخوض تجربة رياضة الغوص، ليس فقط هنا في الإمارات، ولكن في أنحاء مختلفة من العالم.

تمنحنا رياضة الغوص بعض الأفكار عما يدور في مياه المحيطات التي تشكل أكثر من 70% من كوكبنا، ومن التعمق أكثر في تفاصيلها، فإننا ندرك على نحوٍ أوسع أهميتها للحفاظ على كوكبنا. بالإضافة إلى متعة قضاء الوقت تحت الماء، فإن هناك بعض الفوائد الصحية المذهلة التي يغفل البعض منا عنها لرياضة الغوص، والتي سأشارككم أهمها في السطور التالية:

التنفس المنتظم

الشيء الأساسي الذي يجب تذكره عندما تكون تحت الماء هو عدم التوقف عن التنفس، حيث يمنحنا التنفس تحت الماء شعوراً أكثر استرخاءً، نظراً لأن تقنيات التنفس العميق أثناء الغوص مماثلة لتلك المستخدمة أثناء التأمل.

نعلم جميعاً أنه عندما نشعر بالتوتر خلال يوم العمل فإنه من المفترض أن نأخذ قسطاً من الراحة وأن نتنفس بعمق وتأمل، وهذا بالطبع أمر بديهي عند القيام بالغوص، ولكن الأمر الذي قد لا يدركه الكثيرون هو أن التنفس بعمق وهدوء يؤدي إلى حياة أكثر استرخاءً فوق الماء.

التأمل

يدفعني العالم الصامت أو المجهول تحت الماء إلى التركيز على البيئة بالتزامن مع التنفس بعمق، مما يؤدي إلى دخولي بحالة من التأمل، فعندما يركز عقلك بشكل مباشر على مشاهدة الحياة البحرية يتشتت ذهنك بشكل طبيعي عن الأمور اليومية الروتينية المجهدة، في كثير من الأحيان، مما يسمح للدماغ بنسيان كل شيء آخر طالما أنت مستمر بالغوص، وهذا ما يساعد الجسم والعقل على استعادة توازنهما الطبيعي، وهو ما يمنحنا تجربة غوص بشعور منعش ومتجدد.

زيادة إفراز هرمونات السعادة

بالنسبة لي ولمعظم الغواصين فإن القيام بتجربة الغوص تمنحنا هرمونات الدوبامين والسيروتونين المسؤولين عن السعادة، حيث يلعب إفراز هذه الهرمونات دوراً كبيراً في حصولنا على السعادة، كما يساهم الحفاظ على مستويات الدوبامين والسيروتونين في تحسين الصحة العقلية. كما أظهرت آخر الدراسات بأن الخوض في غمار الحياة المائية والبيئة يخلق السعادة أيضاً.

الاستدامة

كما ذكرت أعلاه فإن القيام بتجربة الغوص من شأنه أن يخلق مزيداً من الوعي حول الحاجة إلى حماية عالمنا البحري، ومن هنا تتملكنا الرغبة أكثر في التصرف بشكل أكثر استدامة، مما يخلق خليط من مشاعر السعادة والفوائد الصحية والرفاهية التي تؤثر بشكلٍ إيجابي على الصحة العقلية.

 نوم أفضل

تؤدي رياضة الغوص مثل الكثير من التمارين إلى حصولنا على قسطٍ أفضل من النوم. أنصحك بتجربة قضاء يوم تحت الماء، وستجد غالباً أن لديك أحلاماً أكثر وضوحاً، وأنك أكثر نشاطاً وحيوية.

بقدر ما تساعد رياضة الغوص على الاسترخاء بقدر ما تعد أيضاً تمريناً جيداً للعضلات والقلب والأوعية الدموية، لذلك وكما هو الحال مع أي شكل من أشكال التمارين البدنية، يتركك في حالة يكون فيها النوم أسهل وأكثر فائدة.

ودعونا لا ننسى أيضاً أن رياضة الغوص تساعد على تعزيز الثقة واحترام الذات، إذ يتطلب تعلم هذه الرياضة الشجاعة والتصميم، لذلك وبمجرد إتقانها، يشعر الغواصون بمزيد من القدرة والثقة في مجالات أخرى من حياتهم أيضاً.

أنا على يقين تام بأن هناك العديد من الفوائد الأخرى لرياضة الغوص والتي لم أتمكن من التطرق لها. لذا، أنصح الجميع بتجربة رياضة الغوص، وأنا على ثقة بأنها ستفتح لكم آفاقاً جديدة من التعلم.