كيف يمكن لشركات التكنولوجيا تحويل “الاضطراب” من مصدر خوف وقلق إلى عقلية تنظيمية؟

يبدو أن الجميع في الوقت الحالي يعاني من الاضطراب في السوق، حيث يقود الابتكار تقنيات جديدة ومثيرة تهدد بتغيير حياتنا أو الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا كل يوم، ولكن إذا كان الاضطراب نوعًا من “الوضع الطبيعي الجديد”، فمن المؤكد أننا يجب أن نتعلم كيف نتقبله ونتكيف معه، لذا أعتقد أن الوقت قد حان للتوقف عن الخوف والقلق من الاضطراب، وتطويره ليصبح عقلية تشغيلية، وهناك عدة طرق يمكننا من خلالها القيام بذلك.

أولاً يجب إنشاء بيئة عمل من خلال تعزيز ثقافة الابتكار تشجع على المزيد من الإبداع والمزيد من المخاطرة والتفكير خارج الصندوق، كما يجب التركيز على أهمية الابتكار في جميع جوانب العمل وتعزيز ثقافة يشعر الموظفون فيها بالقدرة على طرح الأسئلة الصعبة.

يجب أن تعمل على تشجيع الفضول والاستعداد لاستكشاف أفكار وأساليب جديدة، لذا تأكد من توفير الفرص للموظفين للمشاركة في جلسات العصف الذهني وورش العمل والتعاون متعدد الوظائف للمساعدة في إيجاد حلول أكثر ابتكارًا.

تتمثل إحدى الطرق المجربة لتشجيع الابتكار في تطوير مخطط للمكافآت، حتى ولو كان على شكل “صندوق اقتراحات” قديم الطراز.

تعمل معظم الشركات من خلال فرق، لكن هذه الفرق يمكن أن تصبح سريعًا منعزلة وتغرد خارج السرب، لذا يتوجب عليك تحفيز الفرق والإدارات المختلفة على العمل معًا في كثير من الأحيان، وتعزيز التبادل المفتوح للأفكار، وتبادل المعرفة، والتعاون متعدد التخصصات لدعم الابتكار والكشف عن فرص جديدة.

تعد المعرفة هي المفتاح لفهم كيفية احتضان الاضطراب والتغيير والابتكار، حيث يحتاج فريقك إلى أن يكون قادرًا على التكيف بسرعة ومواكبة الوتيرة السريعة للتغير التكنولوجي.

إذا كنت تريد أن تكون شركتك سباقة في الابتكار والتطور، فتأكد أولاً من توفير الموارد للموظفين للتعلم المستمر وتطوير مهارات جديدة.

ويجب تشجيع المشاركة في البرامج التدريبية وورش العمل والمؤتمرات الصناعية وتعزيز عقلية النمو التي تقدر التعلم من الفشل وتتبنى الرغبة في التكيف والتطور.

يجب علينا جميعًا أن ننظر إلى تحديات الأعمال على أنها فرص للتعلم والتحسين، لذا يجب أن نكون منفتحين على التغيير والبحث باستمرار عن طرق للابتكار والتحسين.

بالطبع، يعد الحفاظ على فهم عميق لاتجاهات الصناعة والتقنيات الناشئة وديناميكيات السوق أمرًا أساسيًا، وستستقطب جميع العملاء ووسائل الإعلام إذا كنت تقوم بانتظام بإصدار أوراق بحثية بيضاء ودراسات حالة ومقالات فكرية، لذا يجب البحث دوماً عن المعرفة والأفكار من خلال التواصل ومواكبة آخر التطورات.

قم بتمكين موظفيك من التفكير مثل رواد الأعمال وشجعهم على تحديد فرص جديدة، واقتراح حلول جديدة ديناميكية وامتلاك المشاريع، حيث يجب عليك توفير منصة لاختبار الأفكار ووضع نماذج أولية لها لتشجيع عقلية التجريب والتعلم من الإخفاقات.

إذا كنت تقرأ هذه المدونة بصفتك صاحب عمل أو مديرًا، فعليك تحمل بعض المسؤولية لتشجيع روح جديدة من الابتكار الفائق، حيث تلعب القيادة العليا دورًا حاسمًا في غرس عقلية جديدة، لذا يجب عليك تعزيز ودعم مبادرات الابتكار بنشاط والمشاركة في جلسات العصف الذهني وإظهار استعدادك لتحمل المخاطر.

سواء كنت أحبه أو أكرهه، لكني أعتبر إيلون ماسك برأيي الشخصي كمبتكر تكنولوجي رئيسي ومُعطل في عصرنا، حيث يعتمد نهج ماسك الفائق في الابتكار على شجاعته في تحدي الوضع الراهن واستعداده للقيام بمشاريع جريئة وقدرته على إلهام وقيادة الفرق لتحقيق أهداف تبدو مستحيلة في البداية.

لم تُحدث مشاريعه ثورة في مجموعة من الصناعات فحسب، بل استمرت أيضًا في إلهام الجيل الجديد من رواد الأعمال والتقنيين لتحقيق أحلام كبيرة ودفع التغيير الإيجابي من خلال التكنولوجيا.

يمكن لشركات التكنولوجيا من خلال تنفيذ الخطوات التي ذكرتها في هذه المقالة أعلاه التحول من التعامل مع “الاضطراب” كمصدر خوف وقلق إلى تضمينه كعقلية تنظيمية، حيث تساهم هذه العقلية بشكل كبير في تبني التغيير وتحديد الفرص الناشئة والبقاء في صدارة المشهد التكنولوجي سريع التطور في المنطقة.

هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة لا يجب أن نخاف من الاضطراب لأننا نملك قيادة رشيدة وحكيمة، وعلينا أن نتعلم كيف نتقبل التغيير بجرأة إذا ما أردنا أن نواصل نمونا الاقتصادي السريع ونلبي رغبتنا في أن نكون روادًا في مجال التكنولوجيا على مستوى العالم، ولكن ما هو اضطراب الصناعة الذي سوف تسببه اليوم يا ترى؟