أهم النصائح للاستثمار في الشركات الناشئة في دولة الإمارات

تعد دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة في مجال تمويل رأس المال الاستثماري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث حققت أكثر من 105 مليون دولار أمريكي عبر 30 صفقة في النصف الأول من عام 2023، وذلك وفقاً لشركة «ماجنيت» (Magnitt)، المزودة للبيانات والأبحاث المتخصصة بالاستثمار في الشركات الناشئة.

لكن ماذا عن الصفقات الصغيرة؟ وكيف يمكنك تمويل فكرة مشروعك؟ في مدونتي هذه، ارتأيت أن ألخص بعض النصائح المفيدة للباحثين عن تمويل فكرةٍ ما، والتي قد تتحول لمشروعٍ ناجح إذا ما تم استثمارها بالشكل الأمثل.  

أولاً، يتوجب على أي مستثمر جاد وضع خطة عمل واضحة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع، لذا يجب أن تحدد رؤيتك بوضوح وتدرس السوق المستهدف والإيرادات المحتملة واستراتيجية النمو، حيث سيظهر هذا مدى التزامك وتفهمك لعملك.

ومن خلال إعطاء المستثمرين نظرة عامة كاملة عن عملك وإمكانياته، فإنه يمكنك بذلك زيادة احتمالية تأمين التمويل والدعم اللازمين لتحويل رؤيتك إلى مشروعٍ ناجح.

وعليك ألا تنسى أبداَ أن خطة العمل المعدة جيداً، لا توضح فقط التزامك وفهمك لعملك والقطاع الذي تستثمر فيه فحسب، ولكنها أيضاً بمثابة خارطة طريق لتوجيه شركتك الناشئة نحو تحقيق أهدافها وغاياتها.

قبل التفكير في عرضك التقديمي، يتوجب عليك تحديد شركات رأس المال الاستثماري والمستثمرين الممولين الذين يتوافقون مع مجال عملك أو أهداف شركتك الناشئة.

يجب عليك البحث في معايير الاستثمار الخاصة بهم، وشركات المحافظ الاستثمارية، وسجل الإنجازات للتأكد من أنها مناسبة لك، لأن الدخول في عرضك التقديمي ومعرفة القليل على الأقل عن الأشخاص أو الشركات التي تحاول جذبها ليس أمراً منطقياً فحسب، بل سيعزز ثقتك بمشروعك أيضاً.

يساعدك الاستهداف المدروس بعناية على التعامل مع المستثمرين المناسبين، مما يوفر الوقت والجهد اللازمين، فمن خلال تركيز الجهود على مجموعة مختارة من المستثمرين الذين يتوافقون بالفعل مع توجهاتك، فإنك توفر الوقت والجهد المبذولين في التعامل مع المستثمرين الذين قد لا يكون لديهم اهتمام حقيقي بعملك أو فهمه. كما ستحصل أيضاً على إمكانية الوصول إلى الخبرة الصناعية والتحقق من صحة عملك والبدء في بناء علاقات هادفة طويلة الأمد، وهو ما سيزيد من فرصك في تأمين التمويل والدعم اللازمين لدفع شركتك الناشئة إلى النجاح، من خلال استهداف المستثمرين المناسبين.

قد يكون عرضك التقديمي محدود الوقت، لذا يجب أن تكون مستعدًا لقدر كبير من التفاصيل وتتأكد من أن لديك نسخًا مطبوعة من عرضك، مترافقاً مع المخططات والرسوم البيانية التي توضح خطة العمل للمستثمرين المحتملين.

نحن نعلم أن المستثمرين يتلقون الكثير من العروض التقديمية، لذا إحرص على أن يكون عرضك التقديمي قصيراً ومقنعاً وواضحاً في أهدافه، وتأكد من توصيل عرض القيمة الخاص بك وفرص السوق والمشاكل التي توفر لها شركتك الناشئة حلولاً فعالة لها، واستخدم المرئيات وسرد القصص المقنعة لكسب تفاعل المستثمرين مع ما تقدمه.

سيرغب المستثمرون في معرفة خطوات النجاح التي يحملها المشروع، لذا سلط الضوء على إنجازات شركتك الناشئة والإيرادات والشراكات ومقاييس المستخدم ومعالم المنتج، ثم ركز على مدى قابلية تطوير العمل ومدى إمكانية تحقيق عوائد كبيرة على الاستثمار، وتحلى بالشفافية بشأن التحديات والصعوبات، واستعرض الاستراتيجيات المخطط لها لمواجهتها والتغلب عليها.

خلال حضور أكبر عدد ممكن من المؤتمرات والفعاليات والجلسات الحوارية التي تنظمها الشركات الناشئة، من التعرف على أفضل الطرق للاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفهم المزيد حول كيفية عمل الشركات المحلية، حيث ستساعدك فرصة التفاعل مع المستثمرين المحتملين ورجال الأعمال وخبراء الصناعة في تأسيس وبناء العلاقات وزيادة ظهورك ضمن مجتمع الشركات الناشئة.

يجب عليك أيضاً الاستفادة من الحاضنات ومسرعات الأعمال مثل: (Flat6Labs) و (Hub71) و (In5) و (TURN8)، حيث توفر هذه الحاضنات كلاً من: الإرشاد والموارد والوصول إلى المستثمرين المحتملين. ويمكن أن يؤدي الانضمام إلى مثل هذه البرامج إلى زيادة مصداقية شركتك الناشئة وجذب فرص الاستثمار، حيث ستتاح لك الفرصة للمشاركة في ورش العمل والمسابقات.

وبالإضافة إلى مجموعة من حاضنات ومسرعات الأعمال التي يديرها القطاع الخاص، تقدم حكومة دولة الإمارات مجموعة متنوعة من المبادرات لدعم الشركات الناشئة والابتكار، لذا يجب أن تأخذ الوقت الكافي لاستكشاف عدة جهات حكومية مثل: “مؤسسة دبي للمستقبل” أو “مركز دبي للشركات الناشئة” أو “سوق أبوظبي العالمي”، والتي تقدم التمويل والإرشاد وفرص التواصل.

تذكر دوماً أن تأمين الاستثمار في الشركات الناشئة هو عملية تنافسية، وقد يستغرق وقتاً ويحتاج أيضاً على جهد إضافي، لذا كن مستعداً للرفض المحتمل وتعلم من كل تجربة لتحسين عرضك وأسلوبك.