مخرجات مهمة لاستراتيجية القطاع العقاري 2033 في دبي 

نحن في دولة الإمارات محظوظون بقيادتنا الرشيدة وتوجيهاتها الحكيمة ورؤيتها المستقبلية التي جعلت من دولتنا في طليعة الابتكار العالمي والتنمية الحضرية. وكلنا سمعنا مؤخراً بإعلان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، عن سلسلة من المبادرات الطموحة لتطوير العديد من القطاعات الحيوية في إمارة دبي ضمن أجندة دبي الاقتصادية (D33)، بما في ذلك استراتيجية التعليم 2033 واستراتيجية القطاع العقاري 2033. 

وبصفتي العضو المنتدب في داماك العقارية والمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة أمالي العقارية، فإنني أهتم بكافة تفاصيل مشهد القطاع العقاري في دبي ومستقبله الواعد. وقد نجحت الجهود المشتركة لصناع السياسات ورواد الأعمال في إمارتنا – بما في ذلك والدي حسين سجواني – في ترسيخ مكانة سوق العقارات لتصبح دبي واحدة من أفضل الأسواق العقارية في العالم. وبطبيعة الحال، تم تحقيق هذا النجاح بفضل السعي الدؤوب نحو التميز والريادة، ويجب الإشادة هنا بطموح قادتنا لمضاعفة مساهمة هذا القطاع الحيوي في جهود التنويع الاقتصادي على مدى العقد المقبل. 

وبناءً على ما سبق، إليكم أهم المخرجات التي يمكن استخلاصها من استراتيجية دبي للقطاع العقاري 2033… 

تطوير مجتمعات مستدامة ومتماسكة 

تهدف استراتيجية القطاع العقاري 2033 إلى زيادة المعاملات العقارية في دبي لأكثر من 272 مليار دولار أمريكي (تريليون درهم إماراتي) في غضون عشر سنوات، مع التركيز على تطوير مجتمعات مستدامة ومتماسكة لتحسين نوعية الحياة بشكل أكبر، وتعزيز الشمول والتنوع، ودعم نمو الاقتصاد المحلي. 

وتهدف الخطة كذلك إلى تنويع عروض العقارات في دبي من خلال إنشاء منازل بأسعار معقولة، وزيادة معدلات ملكية المساكن في المدينة إلى 33٪. كما تستهدف زيادة قيمة محافظ العقارات في دبي بمقدار عشرين ضعفاً، ونمو المعاملات بنسبة 70٪ لتحقيق رقم إجمالي يتجاوز 5.4 مليار دولار أمريكي (20 مليار درهم إماراتي). 

وستسهم هذه الجهود بالتالي بتعزيز جاذبية دبي لدى المستثمرين الدوليين، وتوسيع أصولها العقارية عالية القيمة والمستدامة، وتقديم خيارات جديدة تلبي احتياجات المشترين المحتملين الذين يتطلعون إلى الاستثمار في القطاع العقاري بدبي. 

جاذبية دبي العالمية 

لقد رسخت دبي مكانتها بالفعل كوجهة رئيسية جاذبة للمستثمرين العقاريين من مختلف أنحاء العالم. وتشير التقديرات إلى أن الأجانب يمتلكون ما يقرب من 43٪ من القيمة الإجمالية لجميع العقارات السكنية في المدينة. وسيتواصل العمل خلال الفترة المقبلة لتعزيز جاذبية دبي لهذه الشريحة وجلب المزيد من الاستثمارات الخارجية على مدى العقد المقبل. 

وستشمل استراتيجية القطاع العقاري 2033 مجموعة من البرامج والمبادرات المصممة لتعزيز الشفافية، وتقديم خيارات جديدة لتأشيرات الإقامة، وتعزيز تجربة الاستثمار العقاري للمشترين والبائعين على حد سواء. وبالإضافة إلى الهدف الذي تم وضعه للوصول إلى 272 مليار دولار لقيمة المعاملات العقارية، من المرجح أن تعزز هذه الاستراتيجية جاذبية إمارة دبي لدى المستثمرين الذي يبحثون عن عوائد مستقرة وطويلة الأجل، وتدعم مسيرة التطوير العقاري التي اكتسبت زخماً مميزاً على مدى العقود الأخيرة. 

مستقبل سوق العقارات  

وفي رأيي الشخصي، بعتبر الابتكار من أبرز ركائز استراتيجية القطاع العقاري 2033 في دبي من خلال تأكيدها على أهمية رفع جودة المشاريع التطويرية، وتعزيز معايير الشفافية، وتحسين توقعات السوق، وتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والاعتماد على شبكة مركزية للبيانات، وتقديم أصول عالية الجودة. 

ونسعى في داماك العقارية وأمالي العقارية، لتعزيز مستويات الكفاءة، وزيادة الإنتاجية، وتحسين تجربة العملاء باستمرار من خلال توظيف التقنيات المتقدمة لتمكين القوى العاملة لدينا. وندرك طبعاً أن قطاع العقارات يتطور باستمرار، ما يعني أن الريادة في قطاع التطوير العقاري ستكون للأكثر ابتكاراً وقدرة على التكيف مع التغيرات الحالية والمستقبلية. 

والابتكار متأصل في حمضنا النووي ومنهجية عملنا ومسيرة نجاحنا، ولا شك أن التوظيف الفعال للتكنولوجيات الناشئة يصبح أكثر سهولة للمؤسسات عندما يكون لديها الدعم التنظيمي والتشريعات على المستوى الوطني. وعلى هذا النحو، ستوفر استراتيجية القطاع العقاري 2033 إطاراً يمكن للمطورين ذوي التفكير المستقبلي من خلاله الاستمرار في الارتقاء بقطاع العقارات في دبي وتعزيز جاهزيته للمستقبل. 

وتجسد هذه الاستراتيجية وغيرها من المبادرات التي أعلنها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في أكتوبر الماضي، الرؤية الفريدة والمستقبلية لقيادتنا وحرصها على مواصلة تحقيق الإنجازات العالمية دون توقف، تحقيقاً لمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بأنه “في سباق التميّز ليس هناك خط للنهاية”.