كيف يمكن لرواد الأعمال جذب المزيد من المستثمرين المبادرين؟

يُعرف “المستثمرون المبادرون” (Angel Investors) بأنهم يستثمرون أموالهم في الشركات الناشئة مقابل امتلاكهم لحصة من أسهمها، ولهم دور كبير في نجاح تأسيس الأعمال الناشئة وتحويلها من فكرة طموحة إلى واقع حقيقي، ورغم أن هذا النوع من الاستثمارات ليس شائعاً للغاية، لكنه أصبح أكثر انتشاراً حول العالم، وخاصة في دولة الإمارات.

ولطما كنت أفكر بمختلف الأمور التي قد يفكر فيها “المستثمر المبادر” قبل استثمار أمواله الخاصة في مشروع لشخص آخر. فقد يعتبر الكثيرون أن هذا الاستثمار نوع من المجازفة الخطرة، بطبيعة الحال، إلا أن المستثمر يسعى بالطبع للحصول على ضمانات بأن استثماراته ستجني الثمار، لأن الشركات الناشئة معرضة لخطر الفشل بشكلٍ كبير.

وبرأيي الشخصي، هناك العديد من العوامل التي يجب على المستثمرين مراعاتها قبل اتخاذ القرار بالاستثمار في شركة ناشئة ما. وفي الغالب، يُعتبر فريق الإدارة الذي يدعم الشركة الناشئة أكثر أهمية من الفكرة أو الخدمة أو المنتج. ولهذا يجب أن يطّلع المستثمرون على المعلومات الكاملة عن المؤسسين وفريق الإدارة، والخبرة السابقة والقدرات والتوقعات المالية ورؤية الشركة ورسالتها، والتي تعتبر من الركائز الأساسية لمسيرة الشركة.

كما يتعلق الأمر إلى حد ما بالعامل الشخصي أيضاً، فهل سيثق “المستثمر المبادر” في قدرات الرئيس التنفيذي ويشعر أنها شركة رائعة للعمل معها؟ وهنا ومن أجل ضمان التوافق التام، يمكن تعيين مستشارين في هذه المرحلة للوصول إلى إجابات مطمئنة لأسئلة المستثمرين.

وبالحديث عن الأسئلة التي يجب طرحها، من المحتمل أن يرغب المستثمر الذكي في الحصول على معلومات مفصلة عن تجربتك السابقة وخطط العمل واستراتيجيات التسويق، بما في ذلك عدد الموظفين والرواتب والتوقعات المالية، وفيما إذا كان أفراد الفريق قد عملوا سويةً من قبل، وما هي أبرز قيم الشركة ورؤيتها ورسالتها، على سبيل المثال لا الحصر.

كما أن الفرص المستقبلية والعائدات المالية المتوقهة للشركات الناشئة من أهم الاعتبارات الحاسمة في قرار الاستثمار، وإذا كنت تبحث عن مستثمر مبادر فتأكد من أن بياناتك المالية مثالية. حيث يتوجب عليك تقديم “فكرتك” وتوضيح سبب شعورك بأن عملك (أو فكرتك) تنطوي على إمكانات واعدة، وهذا ما يحتاج أيضاً إلى إظهار بأنك درست المشروع بالكامل من خلال تحليل الأبحاث والحصة السوقية المتوقعة وإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية. ومن أهم ما يميز دبي أنها تتيح الوصول إلى جمهور واسع ومتعدد الثقافات، وأنها تمثل محطة مثالية لاختبار وتطوير المنتجات والخدمات الجديدة.

إن طرح فكرة متميزة تعد عنصراً رئيسياً في نجاح أي مشروع وجذب الاستثمارات إليه. ولذلك خذ الوقت اللازم للتفكير في ما يجعل منتجك أو خدمتك تنجح وتبرز بين المنتجات المماثلة الأخرى. وهنا يجب التركيز على ما قد يجعل خدمتك أو منتجك أفضل، ولماذا سيختار الناس علامتك التجارية، وهل تقدم شيئاً جديداً أو فريداً؟ كما يجب رسم صورة شاملة للخطط المستقبلية المتعلقة بتطوير المنتجات أو الخدمات وإجراء التحسينات عليها على مدار السنوات القادمة. وبعبارة أخرى، يجب أن يكون لديك خطة متكاملة للمستقبل تركز على جذب المستهلكين (المحتملين) لشراء منتجاتك.

كما يعتبر الزخم الإيجابي المبكر لمنتجك أو خدمتك أيضاً علامة مفيدة للمستثمرين المحتملين. ومن الطبيعي أن يقوم المستثمرون بدراسة بياناتك المالية، ولكن يتوجب عليك أيضاً إظهار عزيمتك ورؤيتك لنجاح الشركة في السوق. على سبيل المثال، ربما نجحت بتحقيق مبيعات جيدة منذ البداية ولكن الأهم من ذلك هو قدرتك على الحفاظ عليها؟ فقد يمكن أن يكون ذلك بفضل عضويتك أو مشاركتك في برامج دعم الأعمال أو برامج مسرعات وحاضنات الشركات الناشئة، أو من خلال التعاون مع علامات تجارية معروفة، أو بفضل شهادات العملاء وإشادتهم بمنتجاتك، أو من خلال الشراكات الاستراتيجية والعمل مع المستشارين والخبراء في مجالات الاستثمار.

وبطبيعة الحال، سيبحث المستثمرون بالمقام الأول عن العوائد المحتملة، ولذلك يجب تشجيع أي فرصة استثمارية من خلال تقديم استراتيجية قابلة للتطبيق لكلا الطرفين. وهنا يجب أن نتذكر دائماً أن العديد من الأشخاص يبدأون مشاريعهم التجارية بهدف تحقيق مستوى معين من النجاح أو الدخل، وقد يلي ذلك بيع المشروع أو الاندماج في مجموعة أو الوصول إلى مرحلة الاكتتاب العام للشركة.

وعلى هذه الأسس، تعتبر هذه العوامل مهمة للغاية لنجاح رواد الأعمال في جذب الاستثمارات، والأهم من ذلك هو العمل بشغف وعزيمة ووضوح وإيجابية للوصول إلى الهدف المنشود.