البيانات…العصب الرئيسي للأعمال الحالية والمستقبلية

تزامناً مع اقترابنا أكثر فأكثر من تبنّي عالم رقمي بالكامل وخاصةً فيما يتعلق بساحة العمل فإن هناك كميات غير محدودة من البيانات التي تحتاج إلى تخزينها وتأمينها.

غالبًا ما تكون البيانات كعامل حيوي للعمليات التجارية لأنه يتم إنشاء بيانات المبيعات وبيانات العملاء وبيانات المنتج طوال اليوم وكل يوم، وكل ذلك يحتاج إلى تخزين وحماية وبالتالي يجب أن يكون متاحًا أيضًا بذات الوقت.

ومن المتوقع أن يصل قطاع مركز بيانات دول مجلس التعاون الخليجي إلى 5.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028 من 3.44 مليار دولار في عام 2022، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.14 ٪، وفقًا لأحدث التقارير.

إن أغلب الشركات وخاصة تلك التي تعمل في قطاعات حساسة مثل: الرعاية الصحية والدفاع والحكومة لديها حاجة أكبر للأمان، وبالتالي يمكن أن تجد صعوبة في معرفة كيفية تخزين بياناتهم.

هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة زاد الانتشار السريع لـشبكات الجيل الخامس (5G) وإنشاء المدن الذكية والرغبة الشاملة في حكومة دبي في تطوير اقتصاد رقمي مهم عالميًا، الحاجة إلى مرافق تخزين البيانات الضخمة.

أضف إلى ذلك الأهمية المتزايدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول النموذجي إلى خدمات الأعمال المستندة إلى مجموعة النظراء، فأنت تعلم أن معدل النمو المتوقع الذي ذكرته أعلاه قد يتم تجاوزه على الأرجح.

بطبيعة الحال وبالنظر إلى الأهمية الكبيرة للبيانات من قبل العميل والمنظور التجاري والمالي، فغالبًا ما يكون تخزين الشركة غير آمن بما فيه الكفاية، بالإضافة إلى المتطلبات التنظيمية لتخزين البيانات الآمن، وهنا تبدأ في معرفة مدى صعوبة مشكلة التخزين.

وتؤكد الأخبار الأخيرة عن استثمار داماك في مراكز البيانات الجديدة في المملكة العربية السعودية على الحاجة الماسة إلى أن تكون دائمًا على دراية بالاتجاهات الأوسع في الأعمال التجارية.

تعد شركة داماك كشركة تطوير عقاري مشهور على مستوى العالم وأنا فخور بأن أكون جزءًا من هذا الكيان، لكن الاستثمار العقاري وحده يمكن أن يترك هذا الكيان الكبير الراسخ مفتوحًا لدرجة من المخاطر، لذا يجب أن تبحث شركة كبيرة مثل داماك عن فرص للتنويع والاستثمار في القطاعات الناشئة.

مع وضع ذلك في عين الاعتبار، ربما ليس من المستغرب تأكيد شركة داماك على عدم وجود مراكز بيانات موثوقة وآمنة وفعالة تعمل في الشرق الأوسط، حيث خصصت داماك استثمارًا بقيمة مليار دولار أمريكي في قسم مركز البيانات الخاص بها، إذ يعد هذا التزامًا كبيرًا ببناء شبكة عالمية من مراكز البيانات السحابية، حيث يتم تنوعها في القطاع الرقمي سريع النمو، كما يتم تخصيص حوالي 600 مليون دولار أمريكي لمركزين بيانات جديدين في المملكة العربية السعودية.

ستبدأ مراكز بيانات داماك بالعمل في عدة مرافق منتشرة في الرياض والدمام بحلول نهاية هذا العام، مع إضافة 35 ميجاوات إضافية من السعة إلى 20 ميجاوات قيد الإنشاء بالفعل استجابةً لاحتياجات البيانات المتنامية بسرعة.

سيتم إطلاق كل مركز بيانات بسعة 5 ميجاوات لتكنولوجيا المعلومات في الربع الرابع 2023، تليها 5 ميجاوات أخرى في الربع الأول من عام 2024، حيث سيوفر مركزي البيانات معاً 55 ميجاوات من سعة تكنولوجيا المعلومات وهو ما يكفي من الطاقة لتشغيل 450،000 أسرة أمريكية متوسطة بحلول عام 2025، وقد حاز كلا المركزين الجديدين على شهادة المستوى 3 المعتمدة من معهد التشغيل.

وتوفر شهادة المستوى 3 صورة واضحة لما يمكن أن تقدمه مراكز البيانات، حيث يعرّف معهد التشغيل من المستوى 3 كمركز بيانات له مسارات متعددة للأنظمة والتبريد والأنظمة الزائدة التي تسمح للموظفين بالعمل دون الحاجة إلى أخذ أي شيء في وضع عدم الاتصال لأن هذه الفئة لديها وقت تشغيل متوقع بنسبة 99.982 ٪ في السنة.

ويعتبر هذين المركزين الجديدين كأول مركزين من عدة مرافق لمركز البيانات المخطط لافتتاحها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، حيث تنشئ داماك شبكة من مرافق التعامل مع البيانات التي تستخدم الاحتياجات المحلية والإقليمية. وتعد مراكز البيانات هذه بمثابة بداية فصل جديد مثير للغاية لـشركة داماك التي تتخذ خطوات جريئة في هذا القطاع الناشئ في العالم الرقمي.