هل يمكن للتكنولوجيا حقاً أن تنقذ كوكبنا؟

09/03/2022

أي شخص يتابع ما أقوم بنشره على وسائل التواصل الاجتماعي أو يقرأ مدوناتي، سيدرك مدى تعلقي الشديد وشغفي الكبير تجاه التكنولوجيا، فضلاً عن ثقتي بقدرة الابتكار على تحسين مختلف جوانب الحياة، من التطور التكنولوجي في المجال الطبي إلى تحسين جودة الحياة وصولاً إلى تطوير المجتمعات وتعزيز تواصل الأشخاص عن بُعد.

في الوقت ذاته، أتفهم وجهة النظر القائلة بأن التكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في تسيير شؤون حياتنا وتأثيرها على المجتمع. فعلى الرغم من الإيجابيات العديدة للتكنولوجيا، إلا أن اعتمادنا المتزايد باستمرار على الاتصال والأجهزة الذكية يستهلك قدراً كبيراً من الموارد، سواء من حيث الطاقة أو المواد الخام.

لا يمكننا بتاتاً تجاهل هذه التحديات، لذا يبذل قادة العالم وعمالقة التكنولوجيا جهوداً مضاعفة للتخفيف من الأثر البيئي لهذه الأنشطة.

لنأخذ شركة مايكروسوفت، على سبيل المثال، التي لم تضع لنفسها هدفًا يتمثل في أن تصل إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2030 فحسب، ولكنها تعمل أيضاً على إزالة انبعاثات الكربون التي تسببت بها تاريخياً، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك من خلال التحول إلى الاستهلاك الكهربائي بحلول عام 2050.

بدورها تقول شركة آبل الأمريكية بأن عملياتها محايدة للكربون بالفعل، مؤكدةً التزامها بهذا النهج في جميع منتجاتها بحلول عام 2030.

من الواضح أن قطاع التكنولوجيا يحرز تقدماً عندما يتعلق الأمر بالسلع والعمليات الخاصة به، ولكن ما هي انعكاسات ذلك على المدى البعيد؟

كثيراً ما نسمع عن أهمية الابتكار والدور الذي يلعبه في إنقاذ كوكبنا من الآثار الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي، ولكن هل هذا مجرد كلام فقط؟ وهل يمكن أن يساعدنا الابتكار حقًا في الوصول إلى مستقبل أكثر استدامة؟

في محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات، أستكشف معكم الطرق التي يمكن أن تساعد بها التكنولوجيا في مواجهة التحديات البيئية والتغلب عليها.

صافي انبعاثات صفرية

كما ذكرت آنفاً، تمتلك “شركات التكنولوجيا المسؤولة” بالفعل خطط عمل مستدامة، ومن الواضح أن موازنة الانبعاثات الكربونية هي نقطة انطلاق معقولة، ولكن بغض النظر عن القطاع ، فإن الشركات تتحمل مسؤولية أوسع لتقليل تأثير أعمالها على النظم البيئية الحساسة لكوكبنا.

علاوةً على ذلك، يمكن لأصحاب المصلحة والعملاء والمجتمعات بشكلٍ عام لعب دور أكبر في تحمل المسؤولية، فكل ما نحتاج إليه هو القيام بالتصويت لأجل ذلك فقط.

ولحسن الحظ، لم يعد من الصعب معرفة أولويات الشركات التي نستهلك منتجاتها ونستفيد من خدماتها. فمن خلال إجراء بحثٍ سريع، يمكننا معرفة الاعتمادات البيئية الخاصة بهم أو فيما إذا كانوا قد حصلوا على “شهادة الاستدامة” والتي تظهر مدى التزامهم بالاستدامة أو بما بات يُعرف اصطلاحاً “الغسل الأخضر”.

عقول نيّرة

تسير التطورات التكنولوجية جنباً إلى جنب مع التنمية البشرية على كل المستويات، من الأجهزة التي نستخدمها في منازلنا إلى المركبات الفضائية التي تستكشف عالمنا.

كل هذه التطورات مهما كانت كبيرة أم صغيرة قد تطلبت عقولًا نيرة ومبتكرة وقدراً كبيراً من التجارب التي قد تحمل في طياتها بعض الأخطاء.

ولحسن الحظ، فإن جودة هذه الأفكار، وليس حجم الشركات أو المنظمات التي تقف وراءها، هي التي تقر فعالية الحلول الناتجة عن تطبيق هذه الأفكار.

إحدى الحالات التي صادفتها مؤخراً كانت الاستجابة المثالية للخسارة السنوية العالمية لما يقرب من 15 مليار شجرة في الزراعة والتعدين وقطع الأشجار والتنمية الحضرية.

في هذا الصدد، تخطو شركة ديندرا سيستيمز المتخصصة في تصنيع الطائرات بدون طيار خطوة إلى الأمام، وذلك من خلال ابتكار طائرة بدون طيار قادرة على زرع مليار بذرة شجرة سنوياً، وهو أكبر مثال على حسن تعامل شركة صغيرة مع مشكلة كبيرة بفكرة بسيطة.

الاتصال العالمي

نحن نعيش في عالمٍ متصلٍ ببعضه البعض بفضل شبكة الإنترنت، مما يعني أن الوعي بالقضايا المهمة ينتشر غالبًا كالنار في الهشيم، إن جاز التعبير.

إن هذا المستوى من الاتصال له فوائد متعددة أيضًا في تحديد المشاكل عند حدوثها. على سبيل المثال، يمكن لنظام الأقمار الصناعية اكتشاف تسرب غاز الميثان في المنشآت الصناعية في الوقت الفعلي.

يمثل وجود شبكة تواصل عالمية بين الأشخاص فضلاً عن المنصات الرقمية، عامل تمكين غير مسبوق للتغيير الإيجابي، مما الأشخاص المتشابهين في التفكير القدرة على العمل معاً واتخاذ الإجراءات بشكل أسرع من أي وقتٍ مضى، وتسهيل الاستجابات السريعة للقضايا البيئية عند حدوثها.

وقود المستقبل

نعلم جميعًا أن الوقود الأحفوري التقليدي محدود، وأن هذه الموارد تتضاءل بوتيرة متزايدة باستمرار، ولحسن الحظ فقد ساهمت التكنولوجيا في تنويع مصادر الطاقة وإيجاد حلول مستدامة للمستقبل.

لنأخذ بالاعتبار أن الرياح البحرية لديها القدرة على توليد الكهرباء أكثر بنحو 11 مرة مما يحتاجه العالم حالياً، كما أن التطورات التي نشهدها مؤخراً نحو الاهتمام المتزايد بوقود الهيدروجين، يعتبرها الكثيرون مفتاح مستقبل البشرية المستدام. ناهيك عن جميع التقنيات الناشئة مثل وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة في مجال الطاقة في الولايات المتحدة، والتي تسخّر إمكاناتها لدعم تقنيات الطاقة عالية التأثير والعمل على استثمارها في القطاع الخاص.

في ضوء ذلك، لدي ثقة، أكثر من أي وقتٍ مضى، بأن التكنولوجيا مفيدة للبشرية إذا ما تم استخدامها بشكل صحيح، وستساعدنا في التغلب على ظاهرة التغير المناخي التي تؤرق العالم.

ومع ذلك، يجب أن نتذكر دائماً بأن التكنولوجيا هي أداة لا يمكن أن تساهم وحدها في التغلب على التحديات التي نواجهها، ما لم نسخر جميع إمكاناتنا البشرية.

كما أسلفت، تعد التكنولوجيا عاملاً محورياً ورئيسياً في عالمنا، لكن مستقبل كوكب الأرض سيكون بين أيدينا.

العودة إلى الأخبار الصحفية

Related المدونات

مشاهدة الكل

ما هي أبرز الاتجاهات الجديدة المتوقع ...

Home Banner 22/03/2024 by علي سجواني

لطالما تحدثت في العديد من المناسبات السابقة عن شغفي الكبير بعالم العقارات، حيث شجعني والدي أنا وإخوتي على تطوي ...
اقرأ أكثر

Amali Island in Dubai

لماذا يتجه مشترو المنازل الفاخرة أكث ...

Home Banner 15/02/2024 by علي سجواني

من الطبيعي لأي شخص يعرف ولو القليل من المعلومات عن طبيعة الحياة في دولة الإمارات أن المشاريع السكنية الموجودة ...
اقرأ أكثر

هل من الممكن أن تبقى أسعار العقارات ...

Home Banner 22/01/2024 by علي سجواني

يمثل العام الماضي فترة استثنائية أخرى لسوق العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث حقق القطاعان السكني ...
اقرأ أكثر