هل سيغير الميتافيرس من واقع السفر حول العالم؟

أصبح السفر في عالم الميتافيرس أسهل وأسرع بكثير من قبل، ولا يقتصر ذلك على كوكب الأرض، بل يمكننا الآن السفر إلى القمر أو المريخ في لحظات قليلة، وأصبح الوصول إلى الأماكن والوجهات التي كان حلم التواجد فيها مجرد فكرة خيالية لا يمكن تحقيقها سهل المنال بفضل تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

فقد فتح الميتافيرس آفاقاً جديدة تماماً لخيالنا وكيفية تفاعلنا مع بعضنا البعض، فضلاً عن نظرتنا للعلامات التجارية في العالم الرقمي. ولكن ماذا عن مستقبل السفر؟ وهل يمكن أن يغير الميتافيرس ما اعتدنا عليه في السفر؟

لا شك أن عالم الميتافيرس سيقلل من الحاجة إلى السفر التقليدي، وبإمكاننا الآن اتداء نظارة الواقع الافتراضية في المنزل أو المكتب والتواجد افتراضياً في غرفة اجتماعات على الجانب الآخر من الكوكب.

ولمن يرغب باستخدام الميتافيرس وتطبيقاته التي لا تعد ولا تحصى لقضاء أوقات الفراغ، فهناك الكثير من الخيارات المتاحة بدءاً من التنزه على الشاطئ وصولاً إلى شراء برج إيفل، ما يشكل قفزة تكنولوجية نوعية ومذهلة.

ولكن الشيء المفقود في هذه التجارب هو الشعور الحقيقي بالتواجد هناك؛ والإحساس بالروائح والهواء والقدرة على اللمس، الأمر الي يتم العمل على تطويره حالياً في عالم الميتافيرس.

وساهمت “جائحة كورونا” بتسريع استعداد العالم لتقبل التطورات الأخيرة في مجال السفر الافتراضي، ويمكن لأي شخص الآن تجربة رحلات الطيران والغرف الفندقية والجولات السياحية التي تم تطويرها في الواقع الافتراضي.

فقد أطلقت طيران الإمارات في عام 2021 تطبيقاً للواقع الافتراضي يتيح للمستخدمين إمكانية مشاهدة التصميمات الداخلية لمقصورة طائرات (إيرباص A380) و(بوينغ 777-300ER) كما أعلنت مؤخراً عن استثمار بقيمة 10 ملايين دولار في الرموز غير القابلة للاستبدال وتقنيات الميتافيرس والتي تعد بتطبيقات ثورية في مجال إصدار التذاكر، وتسجيل معلومات الرحلات مثل أوقات الرحلات والمسافات المقطوعة.

ومن اللافت أيضاً أن شركة بوينغ العالمية لصناعة الطائرات تعمل مع مهندسين متخصصين لتطوير تجربة طيران افتراضية ثلاثية الأبعاد وذلك بهدف تمكين الركاب المحتملين من الاستمتاع بـ “تجربة ما قبل السفر”، كما يمكنهم التجول أيضاً في الفندق والغرفة قبل إجراء الحجز.

وسيسهم ذلك بالتالي بأن يكون لدى العملاء خيارات متنوعة وقدرة أكبر على تجربة المكان الذي يختارون الذهاب إليه وكيفية الوصول إليه. وبذلك سيكون لتقنيات الميتافيرس دور كبير في إطلاق عصر جديد في أسلوب اختيار العملاء، ولكن هل سيكون ذلك كافياً للتخلي عن المشاعر التي نحس بها خلال السفر التقليدي؟

سنشهد خلال الفترة المقبلة نقلة كبيرة في مستوى تجربة السفر والسياحة، وتوفير مزايا هائلة للمستهلكين عند التخطيط والحجز، وزيادة في معدلات رضا العملاء، وتوفير التكاليف على المدى الطويل، فضلاً عن الفوائد الكبيرة الناجمة عن جمع البيانات والتعدين.

وعلاوة على ذلك، فإن زيادة تبني مفهوم السفر الافتراضي سيتيح للجميع الوصول إلى الوجهات التي كانت مقتصرة على سبيل المثال على الأثرياء، حتى وإن كانت تجربة محاكاة افتراضية. ومع تزايد المخاوف بشأن تأثير قطاع السفر على البيئة (وخاصة عند استخدام الطائرات للسفر إلى الوجهات البعيدة)، ربما يجب أن نكون أكثر انفتاحاً على السفر افتراضياً من منازلنا.

ويمكن لوكلاء السفر التقليديين تطوير أعمالهم والانتقال بها إلى عالم الميتافيرس لتوفير تجربة أفضل للعملاء. كمان أن القدرة على تمثيل أنفسهم عبر صورة رمزية (avatar) تساعدهم في جعل تجربة الحجز تفاعلياً كما هو الحال في العالم الحقيقي. وبطبيعة الحال يمكن تكوين علاقات حقيقية في عالم الميتافيرس بالنظر إلى أنه يمكننا التحدث والتحرك والاستمتاع بالتجارب المشتركة معاً. وتخيلوا كيف ستكون تجربة حجز التذاكر إذا كان بإمكان وكيل السفر أن يريكم وجهة سفركم في غرفة جلوسكم.

ومع كل ذلك، أمامنا عصر جديد لقطاع السفر للاستمتاع بتقنياته المستقبلية وتجربة عالم جديد بالكامل، وبالنسبة لي أراه مستقبلاً رائعاً وواعداً.