كيف يمكنك إحداث التغيير وتبني الابتكار ضمن شركة ناجحة؟

من أهم العوامل التي تحافظ على استمرارية نجاح الشركات هو الرغبة في إحداث التغيير وتبني الابتكار والتغلب على التحديات والصعوبات.

ومن وجهة نظري الشخصية، فإن التطور السريع للرعاية الطبية قد حدث نتيجة الصراعات المختلفة التي شهدها القرن العشرين، على سبيل المثال.

نحتاج في بعض الأحيان إلى التأكد من أن شركاتنا مستعدة للتغيير، وعلى استعداد لمواكبة اتجاهات السوق والتواجد في مناطق جديدة غير محددة في بعض الأحيان، حيث يتبادر إلى ذهني، كمثال على ذلك، شركة كوداك، الشركة التي كانت متبنية بشكل كبير للتكنولوجيا، لكنها فشلت في الاستثمار في البحث والتطوير والتكنولوجيا ولم تواكب الاتجاهات الجديدة لآخر التطورات التكنولوجية.

هناك عدد قليل جداً من الشركات التي اعتمدت على إرثها ومنجزاتها في القرن الحادي والعشرين وما زالت موجودة حتى يومنا هذا. إذ لا يقتصر الأمر على وجود شركات “مقلدة” متكررة مثل شركات الأزياء الصينية السريعة، لأن العالم يتحرك بسرعة ويجب أن نسعى جاهدين لمواكبة آخر وأحدث الاتجاهات وتلبية جميع الاحتياجات والرغبات.

من أول الأشياء التي تعلمتها هنا هي الشجاعة، إذ يجب على القادة التحلي بالجرأة والشجاعة، لأنه قد يكون هناك تراجع في جانبٍ ما أو تغيير في جزئية معينة، وهنا تبرز مهمة القائد في التأكد من أن الجميع يفهم التغيير ويدعمه.

أنت بحاجة إلى إيصال الشعور بتحقيق الهدف بثقة تامة، حيث يجب أن تكون مستعداً لتغيير نفسك وآرائك وأحيانًا حتى قيمك لمواكبة الاتجاهات المتطورة، إذ يتطلب هذا الأمر شجاعة منقطعة النظير لدعم الآخرين في تحمل المخاطر ومواجهة التحديات والصعوبات والسماح لهم بارتكاب الأخطاء، ولطالما أنهم يتعلمون من تلك الأخطاء، فمن المؤكد أن تبنّي التغيير الجذري يتطلب الشجاعة أيضاً.

يعتبر تبني المخاطر ضمن معايير معينة كطريقة مثالية لضمان عدم الخوف من التغيير ويظل الابتكار أولوية قصوى، فغالباً ما تكون هناك مخاطر بشكلٍ متزامن مع إحداث التغيير، حيث تعرف الشركات الكبيرة كيفية إحداث التغيير لصالحها، وقد كانت شركة “كوداك” تقاوم المخاطر، لكن الشركات المبتكرة الأخرى مثل شركتي “آبل” و”تيسلا” قد تمكنتا من تبني التكنولوجيا بشكلٍ كامل، لتتجاوزا بذلك كافة المخاطر والصعوبات التي تعترض طريق التغيير.

إن التركيز المفرط على النجاح يعني أن موظفيك سيترددون في إحداث التغيير المطلوب خوفاً من المخاطر، ولكن غالباً ما يكون هذا الشخص المجازف هو الذي يخلق الحدث، كما حدث تماماً مع بيل غيتس عندما قرر فجأةً عدم إكمال دراسته الجامعية لكي يؤسس شركة مايكروسوفت.

الطموح

يجب تحديد أهداف طويلة المدى بطموحات عالية، والالتزام بهذه الأهداف يساعد في قيادة ثقافة سريعة الحركة. في عام 1962، عندما أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك جون كينيدي عن نيته الصعود إلى القمر في هذا العقد، فقد تمكن من تحفيز الأمة الأمريكية بأكملها إلى مستويات ابتكار لم يسبق لها مثيل من قبل، وكما يقول المحللون لدى “شركة ماكنزي للاستشارات” بأن تحديد هدف الابتكار للنمو وجعله جزءاً أساسياً من الخطط الإستراتيجية المستقبلية، يساعد على ترسيخ أهمية الابتكار والمساءلة عنه.

إن الطموح إلى تحقيق هدف ما دون فائدة واضحة سيجعل فريقك يتساءل عن تطلعاتك، لكن يمكن أن يتحول الطموح بسرعة إلى هدف قابل للتحقيق عندما تلفت انتباه الجميع وتستقطبهم إليه.

الاستثمار في تنمية المواهب البشرية

المواهب التي تمتلكها هي المفتاح لقيادة أي تغيير داخل الشركة، إذ لا يجب عليك فقط تحفيزهم، ولكن عليك التأكد أيضاً من مواكبتهم لنفس الاتجاه، حيث يعتبر التواصل المنتظم والواضح والموجز من خلال كل قناة ممكنة هو المفتاح، لذا يجب أن تتيح لموظفيك إمكانية تقديم اقتراحاتهم ضمن بيئة آمنة وخالية من الأحكام ومنحهم إحساساً بملكية هذه الأفكار، وكيف ستتطور الشركة على نطاق واسع مستقبلاً، لأن الموظفين المتمكنين هم أكثر سعادةً من أقرانهم، ومن المرجح أن يستمروا معك مدة طويلة.

يجب علينا جميعاً أن نحث على مشاركة أفكارنا وتجاربنا والتعامل مع الفشل بطريقةٍ إيجابية، من خلال تطوير ثقافة مؤسسية قائمة على تمكين الموظفين ومشاركتهم، وعندما تعمل وفق هذا المنظور، فإنه من شبه المؤكد أنك سترى نتائج أفضل على أرض الواقع.

إذا كنتم تشاركونني الرأي بأن الشركات بحاجة إلى تبني التغيير والابتكار باستمرار من أجل البقاء، فمن المهم أن نفهم كيفية تبني هذه المفاهيم والاستمرار في التحفيز لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.