ما هي أبرز العوامل الرئيسية وراء الطفرة العقارية في دبي؟ 

لقد تصدرت سوق العقارات في دبي عناوين الأخبار الرئيسية على مدار السنوات الثلاث الماضية بفضل مرونتها ونموها وشعبيتها، وقد تدفق المستثمرون من جميع أنحاء العالم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لشراء العقارات في الإمارة، في حين أدى النمو السكاني السريع الذي من المقرر أن يتجاوز 5.5 مليون نسمة بحلول عام 2040، إلى زيادة الطلب على السوق العقاري. 

وعلى النقيض من الدول الأخرى التي تعتمد اقتصاداتها على صناعة واحدة، فقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في تنويع اقتصادها، فمن قطاع السياحة إلى قطاع التكنولوجيا، رسخت دولتنا مكانتها كمركز عالمي ديناميكي للأعمال والسفر، لذا فمن الطبيعي أن تزدهر سوق العقارات في الدولة. 

لقد أثبتت العقارات أنها سلعة رائجة في جميع أنحاء الدولة في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فمن العدل أن نقول إن دبي استحوذت على حصة الأسد من أعمدة الصحف خلال فترة ما بعد الوباء. في الربع الثاني من عام 2024، حققت إمارتنا أعلى مبيعات ربع سنوية على الإطلاق، بمعاملات عقارية بلغت قيمتها 33.8 مليار دولار، حيث تُظهر بيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي أنه بين شهري يناير ويونيو من العام الجاري، فقد ارتفع حجم المعاملات العقارية بمقدار الثلث مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. 

باختصار، يشهد قطاع العقارات في دبي ازدهارًا كبيرًا، والسؤال هو: لماذا؟ 

المبادرات والحوافز: 

لقد لعبت القواعد التي أقرتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لجعل الاستثمار العقاري أكثر سهولة وجاذبية دوراً رئيسياً في تعزيز سوق العقارات في دبي. 

على سبيل المثال، لا يزال إدخال نظام التملك الحر للعقارات للمواطنين الأجانب بموجب مرسوم التملك الحر يستقطب مستويات عالية من الاستثمار الداخلي من جميع أنحاء العالم، حيث يسمح هذا القانون الذي صدر في عام 2002 للمستثمرين الأجانب والمغتربين بشراء وبيع وتأجير العقارات، والأهم من ذلك كله هو وجود الأراضي في مناطق التملك الحر المخصصة مثل: مرسى دبي ونخلة جميرا. 

كما ساهمت عدة مبادرات أخرى بشكل كبير في ازدهار سوق العقارات في دبي، حيث يقدم برنامج الإقامة الذهبية خيارات إقامة قابلة للتجديد لمدة خمس أو عشر سنوات للمواطنين الأجانب المؤهلين، مما يوفر استقرارًا طويل الأمد للمشترين المحتملين. وقد ساعد التمويل المرن والقدرة على رعاية أفراد الأسرة بموجب البرنامج في تحفيز الطلب في سوق العقارات في دبي. 

وبفضل السياسات التي تتبناها دبي على المستوى الوطني، تتمتع الإمارة ببيئة تنظيمية دقيقة تحفز على نمو القطاع العقاري، وتلتزم هيئات مثل دائرة الأراضي والأملاك ومؤسسة التنظيم العقاري بتعزيز الشفافية وحماية حقوق جميع الأطراف المعنية، ومن خلال الجمع بين أفضل الممارسات الدولية والمرونة المحلية، فقد نجحت هذه الهيئات الحكومية في تحسين الكفاءة وجذب مستويات عالية من الاستثمار الأجنبي وتعزيز أداء السوق العقاري. 

القيمة مقابل المال: 

بصفتي مواطناً إماراتياً فخوراً، أعترف بأن دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي على وجه الخصوص تحتل مكانة خاصة في قلبي، ومع ذلك، فأنا لا أتحيز عندما أقول إن القيمة مقابل المال التي يقدمها قطاع العقارات في إمارتنا هي بسهولة من بين الأعلى في أي مكان في العالم، الأسعار لكل قدم مربع في دبي أقل بكثير من الأسواق السكنية الرئيسية الأخرى وتوفر عائدات إيجارية تنافسية للغاية. 

تأكيداً لكلامي فالأرقام تتحدث عن نفسها، حيث تتفوق دبي على العديد من الأسواق من حيث مبيعات العقارات الفاخرة، بما في ذلك الأسواق الرائدة تاريخياً مثل ميامي ولندن ونيويورك، وعندما نأخذ في الاعتبار أن متوسط ​​تكلفة العقارات في إمارتنا هو 850 دولاراً للقدم المربع مقارنة بـ 3970 دولاراً في هونج كونج، فليس من المستغرب أن يتطلع الكثير من الناس إلى دبي للحصول على المزيد من القيمة مقابل أموالهم. 

وتتمتع سوق الإيجار المحلية بنفس القدر من الجاذبية للمستثمرين. وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن الدليل العقاري العالمي إلى أن العائدات الإجمالية للإيجار في دبي تبلغ 6.3%، وهو أعلى بكثير من العائدات في أماكن مثل نيويورك ولندن، حيث يتوقع المستثمرون عادة عائدات إيجارية تتراوح بين 4% و5%. أضف إلى ذلك حقيقة أن تكلفة المعيشة للمغتربين في دبي أقل منها في سنغافورة وهونج كونج ولندن ونيويورك والعديد من المدن الأخرى المرغوبة، وهذا سبب آخر لازدهار سوق العقارات لدينا. 

لا يوجد مكان في العالم مثل دبي: 

لا يمكن إنكار أن الحوافز الحكومية والقيمة مقابل المال هي القوى الدافعة وراء النمو الأخير، ولكن هناك عامل أساسي آخر نعتبره أحيانًا أمرًا مفروغًا منه بالنسبة لأولئك المحظوظين الذين يعيشون في دبي: إمارتنا مكان رائع ومثالي للعيش فيه. 

أولاً وقبل كل شيء، معدلات الجريمة منخفضة للغاية. فوفقًا لبيانات مؤشر الجريمة لعام 2024 من موقع نومبيو، تحتل دبي المرتبة الرابعة بين المدن الأكثر أمانًا على مستوى العالم في الوقت الحالي. والواقع أن الإمارات العربية المتحدة تضم حاليًا ثلاثًا من أكثر خمس مدن أمانًا في العالم، فإذا كنت تبحث عن بيئة آمنة ومنخفضة الجريمة لشراء العقارات، فلن تجد مكانًا أكثر أمانًا من الإمارات. 

وهناك أيضًا أسلوب الحياة الفريد من نوعه. حيث يستمتع سكان الإمارة بأشعة الشمس على مدار العام ووفرة مراكز التسوق والمطاعم والمعالم السياحية، حيث تتمتع دبي بكل ما يناسب كل الأذواق. وبفضل بنيتها التحتية ذات المستوى العالمي ونظرتها المستقبلية للأعمال ونظامها الضريبي الملائم للجميع وأطرها القانونية والتنظيمية القوية، تعد إمارتنا موقعًا متميزًا ومثالياً للعمل والترفيه معاً. 

تجمع دبي بين الأمان والاستقرار ووفرة الفرص، وهي مدينة أيقونية حقًا، والحقيقة أن قطاع العقارات فيها يمثل فرصة استثمارية جذابة في الوقت الحالي، وهذا ما يزيد أكثر من جاذبيتها العالمية. 

لا عجب أن نرى الكثير من الناس يتطلعون إلى الحصول على فرصة تملك العقارات في إمارتنا.