إن إعادة تدوير نفاياتنا هي مسؤولية عالمية مشتركة تقع على عاتق الجميع، حيث يبلغ نصيب الفرد من النفايات البلدية الصلبة في دولة الإمارات العربية المتحدة نحو 1.8 كغ/ اليوم، والتي تعد واحدة من بين الأعلى في العالم.
قد تعتقد أيضاً أن المسؤولية تقع فقط على عاتق الحكومات والمصنعين والقطاع الخاص لإنشاء بنية تحتية لإعادة التدوير وتشجيعنا جميعاً على استخدامها، ولكن في النهاية هذه مسؤولية شخصية تقع على عاتق الجميع، حيث يمكننا جميعاً بدء رحلة إعادة التدوير في المنزل ومثل كل رحلة تبدأ ببضع خطوات بسيطة.
كما يمكننا اختيار القيام بعملية التصويت من خلال استخدام محافظنا الشخصية وتجنب العناصر المعبأة بشكل كبير وغير السليمة بيئياً، وبهذا يمكننا استخدام موارد أقل كل يوم مع شعورنا بالرضا حيال ذلك.
من السهل علينا إنشاء مساحة لمخلفات الطعام في المنزل وإنشاء سماد عضوي. إنه إجراء بسيط للتوقف عن شراء المياه المعبأة، كما يمكننا جميعًا معرفة المزيد حول كيفية الإصلاح وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، والتي يجب أن تكون شعار الجميع في عام 2022.
اكتشفت مؤخرًا أن سلوفينيا ربما تكون الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك أي نفايات.
في الواقع، تُعرف العاصمة السلوفينية ليوبليانا بأنها عاصمة أوروبا لإعادة التدوير وهذا ما يبرز التزام السكان التام بعدم الهدر، حيث شهدت المدينة حملة وطنية لتنظيف البلاد بجمع حشد مؤلف من حوالي 300,000 شخص في يوم واحد لجمع القمامة.
ولكن هنا في منطقة الخليج أشعر أن هناك رياح تغيير قادمة بقوة في هذا القطاع، حيث بدأت إعادة التدوير في الظهور وكانت الاستدامة على رأس جدول الأعمال لسنوات عديدة، ولكن أي جهود للاستدامة يجب أن تكون مدعومة بمبادرات نوعية وقوية لإعادة التدوير.
وقد توقفت خطط الحكومة لتحويل 75% من النفايات من مكبات النفايات بحلول عام 2021 نتيجة تفشي جائحة كوفيد-19. وفي تقرير صدر قبل عامين، أشار الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات إلى أن إجمالي النفايات البلاستيكية بعد الاستهلاك في دولة الإمارات العربية المتحدة يبلغ حوالي 1،500،000 مليون طن متري سنويًا، بمعدل إعادة تدوير ميكانيكي يبلغ 4٪ فقط.
أهمية البنية التحتية
لقد استغرقت بعض الوقت للتعرف على ما نقوم به محليًا وإقليميًا لتطوير ممارسات إعادة التدوير الأفضل وأدركت أنه في معظم الأماكن يوجد عامل مشترك هو البنية التحتية، فالأمر ببساطة يعود إلينا في كيفية استخدامها لصالحنا.
أولاً، هناك عدة خطط لتطوير أحدث محطات تحويل النفايات إلى طاقة في دبي وأبوظبي، والتي تساعد في تحويل النفايات إلى طاقة يمكن أن تغذي المنازل والشركات، ومن المقرر أن يبدأ كلا المشروعين عبر الإنترنت في عام 2024 وسيكون لهما تأثير هائل على الأرقام الوطنية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ثانياً، هناك مخطط رائع في إمارة الشارقة لتحويل موقع مكب النفايات إلى حديقة للطاقة الشمسية والتي تعد الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال اتفاقية موقعة بين الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة وشركة إدارة البيئة بيئة وشركة مصدر للطاقة النظيفة. ومن المتوقع أن يولد المشروع ما يصل إلى 120 ميغاواط من الطاقة بالتزامن مع بدء تشغيل المرحلة الأولى من ثلاث مراحل في عام 2023.
وأخيرًا، كما رأينا في دول كثيرة من العالم فقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بحظر الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المتاجر اعتبارًا من أوائل شهر يونيو، إذ يجب على المستهلكين الآن إحضار أكياسهم الخاصة إلى محلات السوبر ماركت أو دفع ثمن أكياس قابلة لإعادة الاستخدام.
وفقًا لمجموعة عمل الإمارات للبيئة، فإن ما يقرب من 80% من النفايات المنزلية تتكون من مواد قابلة لإعادة التدوير أو مواد عضوية مثل الورق والبلاستيك والألمنيوم والمعادن والزجاج ونفايات الطعام، حيث تنظم مجموعة عمل الإمارات للبيئة حدثًا سنويًا لجوائز الإمارات لإعادة التدوير والذي يكرم ويحتفل بهؤلاء الأفراد والمؤسسات الأكاديمية والمجموعات والشركات التي تتخذ خطوات لإعادة التدوير بشكل أكبر.
وتشير التقديرات وفقاً لنتائج نسخة 2022 من الجوائز إلى أنه تم تعويض حوالي 5.90 طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك بفضل جهود إعادة التدوير المنسقة.
أعتقد أن الدرس هنا هو أن هناك حاجة ملحة لنا جميعًا لبذل المزيد من الجهود، كما يبدو لي أن الحكومة والصناعة وتجار التجزئة يتخذون الآن بنشاط خطوات كبيرة وفعالة نحو إعادة التدوير، فما هو الدور الذي سيلعبه كل شخص منا في سبيل الوصول إلى هذا الهدف؟